يعد الأسد من ضمن الثدييات، وهو من فصيلة السنوريات، أما بالنسبة لحجمه فهو الثاني على مستوى العالم من فصيلته، ويعيش النصيب الأكبر من الأسود البرية اليوم بشكلٍ أساسي في قارة أفريقيا وبالتحديد في جنوب الصحراء الكبرى، وكانت تعيش هذه الفصيلة في مناطق مختلفة في العصور القديمة، فمنها ما كان يوجد في شمال أفريقيا والبعض منها في الشرق الأوسط، والبعض الآخر في آسيا الغربية، ولكنها بالرغم من ذلك انقرضت لتبقى في مكانها اليوم وقد تعرضت الأسود لعمليات القتل والتهجير للمنطاق التي كانت تعيش فيها وذلك يرجع لإرادة الإنسان لتحويل هذه المناطق إلى مساكن خاصة بهم، لذلك تعرضت الأسود إلى الإنقراض في الدول العربية خاصةً دول بلاد الشام .
يعيش الأسد و يفضل العيش في الغابات وذلك بسبب توفر الغذاء من الحيوانات التي يسهل صيدها ، وتتكاثر بوفرة الأسود في بلاد الهند والصين حيث يرجع ذلك لكثرة السهول الخضراء ذات الأشعاب الطويلة فيها ، لذلك تعتبر الهند أكثر الدول حظاً بإحتضان هذا الحيوان وذلك بسبب أن الهند قارة متنوعة حيث تمتلك الغابات والأدغال و السافانا وكلها مناطق يستطيع الأسد أن يتكيف على العيش فيها . وبالمقارنة مع الهند التي تعتبر الدولة الوحيدة التي تحتضن الأسد الأسيوي، هناك أسود تعيش فيأماكن أخرى مثل ( أدغال أستراليا و أدغال أمريكا الجنوبية و خصوصاً في البرازيل والأرجنتين وأمريكا الشمالية و المكسيك )، وتعتبر أوروبا أقل حظاً للأماكن التي يعيش فيها الأسد وذلك لأنه يفضل العيش في الغابات و الأدغال.
وكانت قديماً تعتبر من أكثر المخلوقات انتشاراً بعد الإنسان على سطح الأرض ، ويمكننا تمييز ذكر الأسد عن الأنثى بكل سهولة مطلقة؛ وذلك يكون بمجرد النظر إليه، فالذكر يملك شعراً حول عنقه، بينما الأنثى وهي اللبؤة لا تمتلك هذا الشعر المسمى باللبدة.
الوصف الخارجي للأسد :
يعد الأسد من أطول السنوريات خصوصاً عند منطقة الكتفين، وثقيل الوزن جداً، ويملك فكاً قوياً، وأنياب طويلة؛ حيث يصل تقريباً طول الناب إلى 8 سم، ويتميز قوام الأسد بالصلابة والقوة، أما بالنسبة للون الأسد فهو بين ( اللون الأصفر اللامع والأصفر، أو الأصفر المحمر أو البني القاتم،) ولون الخصلة من الشعر التي تكون على آخر ذيله أسود، وتكون الأشبال مرقطة برقطٍ وردية وبنية على كافة أنحاء جسدها، وتختفي الغالبية العظمى لهذه العلامات عند وصول الشبل إلى مرحلة البلوغ، ويبقى بعض منها ظاهراً على الجزء السفلي من الجسد، ويشترك كل من ذكر الأسد وأنثاه اللبؤة بوجود خصلة من الشعر لكل منهما على نهاية الذيل .
اللبدة أو الشعر الموجود حول العنق :
تتميز لبدة الأسد في شكلها عن سائر الحيوانات، فيبدو الأسد بوجود هذه اللبدة أكبر حجماً، مما يبعث الخوف والرهبة في نفس من يقف أمامه، وتساعده اللبدة أيضاً في مواجهته مع الأسود الأخرى، حيث تنفرّد هذه اللبدة بمميزاتها بناءً على عدة عوامل:
منها العوامل الوراثية، والنضوج الجنسي، والمناخ، ونسبة إنتاج الهرمون الذكري، وهي تدل أيضاً على صحة الأسد، فكلما كان لون اللبدة أدكن يكون الأسد بصحة جيدة أكثر، كما أن لها أهمية كبيرة فهي تحمي الأسد من الضربات والكدمات التي من الممكن أن يتعرض لها عند خوضه صراع مع أسدٍ آخر، فكلما كانت اللبدة كثيفة دلت أكثر على فوزه، بينما إن كانت خفيفة تُنبئ بخسارته.
التنظيم الاجتماعي للأسود :
المعروف عن الأسود أنها حيوانات مفترسة، وتتبع نظامين اجتماعيين مختلفين، فبعض منها مقيم ويعيش في مجموعة من الأفراد وتسمى هذه المجموعة (زمرة )، وتتألف هذه المجموعة من 5 أو 6 لبؤات؛ كلُّ واحدةٍ منها يصاحبها أشبالها، كما يوجد ذكر أو ذكران غالباً يسميان (بالتحالف الذكوري )، ويغادر الأشبال الذكور المجموعة في حالة الوصول إلى مرحلة البلوغ، ويُعتبر البعض الآخر من الأسود رحالة ، فلا تستقر أبداً في مكان واحد ، بل تتنقل من مكانٍ إلى آخر، وفي بعض الأحيان تعيش بشكلٍ منفرد أو مع جماعة ، وقد تتحول الأسود من أسود مقيمة إلى أسود مرتحلة أو العكس، فهي لا تبقى على نمط حياتي معين.