يعتبر الكذب مرضا وعادة مقيتة تجعل صاحبها غير جدير بالثقة ومنبوذ اجتماعيا مما تؤثر سلبا على حياته ومكانته الاجتماعية بين الناس .. ومهما صنف وزين هؤلاء الأشخاص هذه الصفة وأطلقوا عليها أسماء مثل الكذبة البيضاء أو مزاح فهي تبقى ضمن خانة الكذب. ومهما ظهر هذا الشخص بمظهر حسن إلا أنه يشعر بالعار في قرارة نفسه وتأنيب الضمير وعدم الرضا عن النفس واحتقارها. وقد يؤدي الكذب إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها وإلى أبعاد غير متوقعة مما تؤثر سلبا على صاحبها فتعود بالتوتر والقلق والارتباك وتجعله يستمر في الكذب لدعم قصته الكاذبة الأولى. . وهناك أمرا يجب التأكد منه إلا وهو أن كذبه سيكشف عاجلا أم آجلا وسيصبح في موقف لا يحسد عليه أبدا ، وبالتالي سيفقد ثقة من حوله مما يؤدي إلى ابتعاد الناس وخسارات أخرى تتعلق بعمله أو منصبه أو مكانته في قلوب من يحبهم. عليه يجب أن يحاول جاهدا التخلص من هذه العادة السيئة.
أسباب الكذب:
يلجأ الإنسان أحيانا إلى الكذب لتبرير فعل ما أو للهروب من المسؤولية أو الخوف من عواقب الأفعال السيئة ، أو لتجميل واقعه للحياز على موقع خاص بين الناس لإيهامهم بأشياء غير موجودة على أرض الواقع. والكذب يعتبر أيضا من الأمراض النفسية وقد ينتج أما من عدم الثقة بالنفس أو الخوف من الآخرين والخوف من ردود أفعالهم أو يكون الكذب موروث فللتربية دور كبير ومهم جداً في تكوين هذه الصفة لدى الإنسان لان الكذب ممكن أن يتكون منذ الطفولة ويكبر وينمو كل ما كبر الإنسان لان الطفل قد يلجأ إلى الكذب بسبب ضرب الأهل له والمبالغة في ردود أفعالهم عند قيامه بأي شي وبكون الطفل لا يميز بين الأشياء الجيدة أو السيئة في ذلك الوقت يكون خائف من أي ردة فعل من أهله تجاه أي أمر يقوم به وأيضا إذا كان الأب والأم يكذبان بطريقة أو بأخرى كأن يوعدون الطفل بشيء ولا يوفون بوعدهم له ويجب على الأهل أن لا يحسسوا الطفل بكذبه ومعاقبته واللجوء إلى مرشد تربوي إذا لم يعرفوا كيفية التصرف معه واستخدام أسلوب الترغيب والمكافأة لمعالجة هذه الحالة لدى الطفل .
كيفية التخلص من الكذب:
أولا :الاعتراف بأن هذه الصفة سيئة للغاية وبأنه يرتكب خطأ فادحا في حق نفسه ويسيء إليها قبل الآخرين.
ثانيا :إن يسأل نفسه ما الذي يجعلني اكذب وما الذي ساجنيه من الكذب وان يتأكد مهما أتى الكذب من فائدة الآن بأنه سيفقدها لاحقا عند فضح أمره..
ثالثا:كتابة المواقف السلبية التي تعرض لها واستذكار أبعادها عليه وعلى الآخرين. ومن ثم تدوين ما يشعر به في الوقت الحالي. فالشعور بالندم يعني بداية الطريق نحو تصحيح المواقف وتجنبها في المستقبل..
رابعا:الابتعاد عن أصحاب السوء ومن كان يشجعنا ويتخذ من هكذا مواقف تسلية وترفيه. والاقتراب من أشخاص محط ثقة فمن حولنا قادرين على تغيير مسار أفكارنا أن كانوا أناس صالحين. .
خامسا :طلب النصيحة من شخص آمين ونثق به، ، فالاعتراف بأخطائنا أمام أناس أهل للثقة سيساعدنا كثيرا مما يجعلنا نحاول أن نثبت لهم بأننا قادرين على التغيير وأننا سنكون عند حسن ظنهم سادسا…. التقرب إلى الله تعالى والدعاء يريح النفس ويقوي العزيمة ..
مهما سيطرت علينا بعض الصفات الكريهة لكن بالإرادة وحب التغيير وحبنا لأنفسنا سنكون قادرين على التحكم بأفعالنا وتقويم ما هو معوج منها، ، بذلك نكسب احترام من حولنا ونعيد لذواتنا التقدير الذي فقد .
فيجب أن لا نشعر باليأس وندعي بأن لا مجال للتراجع وإنما على العكس فدائما هناك فرصة أخرى نعوض بها ما فاتنا.