إن حسن الخلق شأنه عظيم في دين الإسلام وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن حسن الخلق وفي آيات من القرآن الكريم أيضاً، ولا شك أن التعامل مع الناس من الأمور التي تخص المجتمع والتي لا مفر منها سواء مع الأقارب أو زملاء العمل أو الجيران، فكلها معاملات لا بد منها.
وينبغي على المسلم أن يتحرى ويبحث عن ما يقربه إلى الله جل وعلى حيث أن منزلة حسن الخلق عند الله عالية تبلغ منزلة الصائم والقائم، بل أن صفات حسن الخلق صفات جُبل عليها الإنسان مثل الوفاء بالوعد والصبر وحسن معاملة الناس وصدق الحديث كل هذا من صفات الفطرة السليمة، وأن الصفات التي عكس ذلك صفات ذميمة ليست من الفطرة في شيء.
والإنسان في جميع نواحي الحياة يحتاج إلى حسن الخلق والمعاملات الحسنة التي من خلالها يرتقي إلى ربه بهذه العبادة القويمة، وأيضاً في تعامله مع الناس يجد الخير الكثير وقلة المشاكل والمصائب التي يأتي الكثير منها بسبب المعاملات السيئة وسوء الخلق بين الناس وبعضها البعض، بل أن توحيد الله عز وجل والدعوة إليه لابد أن يسلك الإنسان فيه مسلك حسن الخلق ومعاملة الناس معاملة حسنة.
وصفات حسن الخلق عديدة يجب أن يتحلى بها المسلم من خلال معاملته اليومية مع الناس وهي من المهارات التي يجب أن يتعود عليها المسلم لفوائدها العظيمة ولقد كان في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة حسنة في حسن الخلق، حيث كان خلقه القرآن وكان قرآن يمشي على الأرض.
1- الابتسامة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتسماً بشوشاً في وجه الناس، بل أن تبسمك في وجه أخيك صدقة كما جاء في الحديث وهي من صفات حسن الخلق، على العكس من البؤس والعبوس في وجه الناس الذي يغضب الناس منك في بعض الأحيان والذي يكون من صفات سوء الخلق.
2- خير الكلام ما قل ودل
من آداب حسن الحديث مع الناس هو الاختصار في الكلام مع الناس ولا تقل إلا المفيد، فبعض الناس يتحدث كلام طويلاً لا فائدة منه إلا تضييع الوقت وربما يقع في ما حرم الله مثل الغيبة والنميمة في بعض الأحيان، ولقد حث بعض السلف على قلة الكلام في الحديث والإنصات والاستماع أكثر من إلقاء الكلام.
3- شكر الناس
(من لم يشكر الناس لا يشكر الله) وهذا حديث صحيح ومفهومه أن صاحب هذا الفعل يجب عليه شكر من أحسن إليه وقدم إليه المعروف، فبعض الناس تقدم لهم معروفاً ثم لا يقدمون أقل واجب عليهم وهو الشكر، بل يصل الحد في بعض الأحيان إلا نكران المعروف، فحين إذ من لم يتقدم بشكر الناس لا يشكر الله على هذا الحال، فيجب على المسلم أن يثني خيراً ويشكر ويدعوا لمن قدم إليه معروفاً.
4- التواضع
التواضع من الصفات الحميدة التي يتسم بها المسلم ذو السلوك القويم والخلق الحسن، وعكسه التكبر على الناس وهي من الكبائر التي نهانا الله عن فعلها، فلا تتكبر على الناس بالنعم التي أنعم الله بها عليك مثل المال أو المنصب أو القوة البدنية أو أي نعمة أخرى لكي لا تنقلب نقمة، فيجب أيها الأحباب أن نسلك مسالك حسن الخلق الكثيرة لكي يرضى الله علينا في الدنيا والآخرة ولكي ننجوا من المشاكل والكوارث التي كثرت في هذه الأيام بسبب سوء الخلق.