إن التوبة هي تذكر الله والرجوع إليه بعد ارتكاب العديد من المعاصي والذنوب والرغبة في الابتعاد عن هذه المعاصي للأبد، فنحن نعلم أن الإنسان المسلم خطاء أي كثير الخطأ ولكن إذا تنزه عن هذا الخطأ وتذكر ربه ورغب في العودة إليه فليس أمامه سوى طريق التوبة.
الخطوات التي يجب إتباعها عند الرغبة في التوبة:
هناك عدة خطوات على الفرد المذنب إتباعها للتوبة وأهم هذه الخطوات هي صلاة التوبة وهى صلاة يُصليها الفرد بغرض الرجوع عن ذنب معين وهى ركعتين وفيها يتوسل الفرد إلى ربه ويتمنى أن يقبل الله توبته، وإذا كانت التوبة مقبولة يغفر للفرد جميع ذنوبه وتتبدل هذه الذنوب والمعاصي بحسنات.
وهذه الصلاة يؤديها الفرد بعد ارتكابه للذنب والمقصود منها أن يقبل الله التوبة من هذا الذنب ويمكن أن نسميها صلاة الاستغفار.
فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم يقرأ هذه الآية (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
لابد للفرد أن يخلص النية لله في التوبة وأن يكون ليس له نية الرجوع للذنب مرة أخرى وهذه الخطوة الثانية للتوبة.
الخطوة الثالثة لضمان عدم العودة للذنب من جديد لابد من عدم التفكير فيه والانشغال بعمل أنفع وتجنب الوحدة والعزلة حتى لا تعود للتفكير في الذنب وترتكبه من جديد.
الخطوة الرابعة: ابتعد تماما عن المثيرات التي قد تتسبب في إثارة دواعي المعصية وتحرك فيك الغريزة لمزاولة الحرام.
الخطوة الخامسة: إذا كان الذنب المرتكب جماعي فابتعد تماما عن أصدقاء السوء الذين يحرضون على ارتكاب المعاصي، وصاحب مجموعة أخرى من أصدقاء الخير لأنهم سيساعدونك على فعل الخير، وفعل الخير يلهي الفرد عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
الخطوة السادسة: عند تفكيرك في العودة لارتكاب الذنب تذكر دائما العواقب الناتجة عن هذا الذنب فمثلا إذا كان الذنب المرتكب السرقة فتذكر أن عاقبة السرقة هي السجن في القوانين الوضعية وقطع اليد في الشريعة الإسلامية وتذكر العاقبة الأكبر وهى غضب الله وعقابه.
الخطوة السابعة: تذكر دائما أن المعصية وارتكاب الذنوب تفسد العقل وتذل الفرد وتقوي إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة.
الخطوة الثامنة: والأهم هي الدعاء لله سبحانه وتعالى بعدم العودة للذنب وتطهير القلب والنفس والتنزه عن ارتكاب المعاصي ،فأدعو الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد وإصلاح شأنك.
ما هي موانع التوبة ؟
هناك أوقات لا يجوز فيها التوبة وهى:
أثناء خروج الروح من الجسد هنا لا تفيد التوبة صاحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر).
عند طلوع الشمس من مغربها أي يوم القيامة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه).
فانتهز عزيزي المسلم أن هذه الأوقات لم يحين موعدها وتب إلى الله وابتعد عن المعاصي والذنوب وتذكر أن هناك رب يساعد ويعين عباده على العفو والمغفرة.