كيف تتعامل مع أحلام اليقظة

تعتبر أحلام اليقظة تذكرة ذهاب وعودة يملكها كل إنسان، حيث تحمله إلى المكان المفضل لديه، مثلها مثل أحلام النوم تحمل جزء من داخلنا ثم تعرضه في خيالنا كفيلم سينمائي، لكن هذا الفيلم يكون من تأليفنا ومن لغة أفكارنا، كما أن أحلام اليقظة تحمل لنا مميزات تجعلها أجمل من الأحلام التي تأتينا عند النوم، لأنه خلال اليقظة لدينا القدرة على التحكم في الحلم وأحداثه مثلما نشاء، فهي تعتبر حالة إشباع لحاجاتنا ورغباتنا والحرمان النفسي لهذه الأشياء التي نريدها، فحلم اليقظة ما هو إلا رغباتنا التي نريد أن نحققها بشدة لكننا نستبق وقتها بالحلم، أو التي نعجز عن تحقيقها، كما تعتبر أيضًا مدخل من أبواب التفكير، فالأفكار عندما تأتي لنا فإننا نعمل على التفكير فيها وندرسها من كل الجوانب ويكون الحلم أحد هذه الجوانب، عندما تأتي لك فكرة فإنك تحلم بما سيحدث وتغرق في أسر جمال مستقبل هذه الفكرة إن تحققت، بل تبدأ أيضًا في تأمل حياتك وحالك حيال تحقيق هذا الحلم.

من هذا فإننا يمكننا اعتبار أحلام اليقظة رغم تنوعها عن بقية الأحلام، بأنها وسيلة تواصل مع العقل اللاوعي وطريقة في التعبير عن العقل الباطن، ولكن بشكل غامض أكثر من حلم النوم، لأنك خلال يقظتك تكون بكامل إرادتك، وتتجول بين العقل الواعي واللاوعي وأفكارك وخيالك برغبتك، على عكس النوم حين يسيطر اللاوعي على رأسك ويحاول إبراز ما يتذكره وعيك عند الاستيقاظ من النوم، أما بالنسبة لرغبات العقل اللاوعي الكثيرة طالما يوافق عليها الوعي ستبقى تظهر على هيئة أحلام اليقظة.

الطريقة المناسبة لكيفية التعامل مع أحلام اليقظة
الإشباع النفسي
تعتبر أحلام اليقظة إحدى وسائل الإشباع النفسي والتعبير عن الاحتياج، ومحاولة علاج الإشباع النفسي لهذه الحاجة التي لا تستطيع أن تحققها لأي سبب كان، فتحلم أنك تحققها وربما يشعرك هذا بالتحسن أو تقليل رغبتك وإلحاحك، لكنه في بعض الأوقات قد يزيد من حاجتك، ويبلور هذه الرغبة في عقلك حتى أنك قد لا تستطيع أن ترى غيرها، وربما يشعرك ذلك بالحزن والسخط على حياتك لعجزك عن جعلها كما تريد وترغب في تحقيقه.
والجدير بالذكر أن أحلام اليقظة طبيعية، وتأتي لكل الأشخاص من كل الأعمار والأجناس والفئات، صغار كانوا أو كبار، مراهقين أو شبان، أغنياء أو فقراء، عاطلين كانوا أو أصحاب المناصب، إن قدرتنا على الحلم هي ما تصنعنا وبلا ريب فإننا قد سمعنا وتحدثنا بكلمة الحلم مرات عديدة، والتي كنا نقصد بها الأمنية والهدف لا النوم وأحلام اليقظة، إن مجرد تخيل توقفنا عن الحلم سيبدو هذا وكأننا سنتوقف عن الطموحات والرغبات وسنعجز عن الوصول إلى الأهداف، بل سنتحول إلى آلات لا تحلم ولا ترغب ولا تطمح، الحلم هو نافذتنا التي ننظر منها إلى المستقبل المشرق ونبحث فيه ونخطط له.
بدون الحلم نصبح أسرى الحاضر، وقد نعجز عن تذكر الماضي والاستفادة منه، وحين نفكر في الماضي فإننا نغرق في نوع أخر من أحلام اليقظة يحفظ لنا ذكرياتنا الجميلة التي نعيدها على أنفسنا أكثر من مرة، وذلك لاحتياجنا لها ورغبتنا في الاحتفاظ بهذه اللحظات السعيدة، أو قد نتذكر الحزن والألم، في الحقيقة أننا لا ينبغي أن نبقى أسرى في ألم وحزن الماضي ونتجاوزه، لكن بعض الحزن لا ينبغي أن ينسى، لأنه سيظل الدافع لنا للتقدم كلما تذكرناه، حلم اليقظة كما هو رغبة وحاجة نريدها فهو ألم أيضًا نتجنبه ويظل قابعًا أمام أعيننا حتى نجد الطريق البعيد عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *