العنوان عجيبٌ صحيح ؟ و لفت انتباهك و هذا أمر طبيعي
نعم كثيرون يتمنون أن يستطيعوا ختم القرآن في أسرع وقت خصوصاً طلبة العلم و من يريد أن يتقرب إلى الله أكثر
ولكن في أسبوع ؟! نعم إن كنت من أصحاب الهمم العالية و العزيمة القوية فستستطيع ذلك بإذن الله
فالطالب و قبل الاختبار يحفظ كتباً كثيرة و ليس كتاباً واحداً و لعلك تقول بأنه كان يحفظها و يقرأها طوال العام
ألست تستمع إلى القرآن دائماً ؟ ألست تقرأه يومياً و منذ سنين ؟ و القرآن لا يقارن بغيره بل هو أهم ما يجب عليك أن تقوم بحفظه
و من الأحاديث :
: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ ».
– وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من قرأ حرفاً من كتاب اللَّه فله حسنة،
والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
– وعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)
رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
– وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال:
(يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح
و هناك أحاديث أخرى و الآن لننتقل إلى الطريقة
في البداية عليك بالنيّة و العزيمة و بأنك ستفعل ذلك بإذن الله
إن كنت متفرغاً و ليس لديك أية مشاغل فيسكون ذلك مناسباً و ليكون هذا الأسبوع أسبوع حفظ القرآن الكريم فقط
و إن كان لديك أشغال أخرى غير ضرورية جداً فقم بإنهائها قبل هذا الأسبوع
و يمكنك أن تعتكف في المسجد وذلك سيكون أفضل لتستطيع تركيز كل وقتك بحفظ القرآن
كما أن بقاءك في المسجد سيعطيك الراحة النفسية و لن يبقى في بالك سوى حفظ القرآن الكريم
و الطريقة تكون حسب وقت حفظك
فإن كنت تستطيع أن تحفظ صفحةً واحدة خلال 5 دقائق أو أقل
فستستطيع حفظ أربعة أجزاء خلال ست ساعاتٍ تقريباً
و إن كنت تحفظ الصفحة الواحدة خلال عشر دقائق فستحتاج إلى 13 ساعةٍ تقريباً لحفظ 4 أجزاءٍ في اليوم
و هكذا حتى آخر يومين ستحفظ 5 أجزاء إلا إذا كنت حافظاً من قبل للأجزاء الأخيرة فسيكون الحفظ أقل
و بالطبع يمكنك أن تأخذ استراحة خمسة عشر دقيقة بعد كل ساعةِ حفظ و بإذن الله ستنجح
و بالطبع عليك أن تكون من الذين يستمعون إلى القرآن يومياً و حتى لو آتاك عملٌ ما أثناء حفظك
فلا تتوقف يمكنك أن تستمر بالحفظ عن طريق الاستماع إن لم يؤثر على عملك
كما يمكنك الاستماع إلى القرآن في سيارتك و في أثناء أي عمل لا يحتاج إلى التفكير
و عليك بالدبر اليومي فمن يقرأ القرآن يومياً يكون قد حفظه تقريباً و في هذا الأسبوع يكون قد عزم على حفظه تماماً
وحتى لو انتهيت من حفظه فعليك أن تقوم بمراجعته يومياً و إعادة الحفظ دائماً و أن تتدبر في معانيه
و لو كنت رجلاً مشغولاً ولم تستطع حفظه خلال هذا الوقت فلا بأس حتى ولو كان وقتاً أطول
ولكن عليك ألا تتهاون به أو تتركه فقد ذكر الله تعالى هجر كتابه بقوله : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (1).
و في الحديث
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مثل القرآن إذا عاهد عليه صاحبه، فقرأه بالليل والنهار، كمثل رجل له إبل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلق عقالها ذهبت، فكذلك صاحب القرآن”، وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل نُسِّي. واستذكروا القرآن؛ فإنه أشد تَفَصِّيًا من صدور الرجال من النعم”.
و لهذا لا تهجروا القرآن فهو يوم القيامة سيكون شفيعاً لأصحابه
و عليكم بالاستمرار بحفظه و قراءته حتى آخر يومٍ في حياتك
و وفقنا الله لكل ما يحب و يرضى و جعلنا ممن حفظ القرآن و عمل به