يوجد في هذا الكون الواسع مليارات الأجرام السماويّة التي تتجمّع في هذا النظام العظيم بأنظمة أو مجموعات شمسيّة، وفي تجمّعات عملاقة تُعرف بالمجرّات وكلّ ما في هذا الكون يدور ويجري ويسبح في الكون أو الفضاء الخارجي، إمّا حول نفسه أو حول النجم الخاص به الذي يتّصل به، ومن ضمن الأمثلة على الأنظمة الشمسيّة في هذا الفضاء هو النظام الشمسيّ المعروف الذي يقع فيه كوكب الأرض التي نعيش عليها وباقي كواكب المجموعة الشمسية، ويتكوّن هذا النظام الشمسيّ من نجم متوسّط الحجم وهو الشمس، حيث يعد مركز النظام الشمسيّ وتدور حولهُ عدة أجرام سماوية تعرف بالكواكب السيّارة.
كيف تدور الارض حول الشمس:
تقع الشمس في مركز المجموعة الشمسية لتدور حولها الكواكب في مدارات مختلفة، وكوكب الأرض واحد من ضمن الكواكب التي تدور حولها، حيث تدور الأرض حول الشمس بمسار إهليجي أو بيضاوي، بحيث يقع موقع الشمس في إحدى بؤرتي ذلك المدار، والدورة الواحدة للأرض حول الشمس تستغرق 365 يوم أي عام كامل، كما أن دوران الأرض حول الشمس ينتج منه تعاقب الفصول الأربعة بالإضافة إلى ميل محور الأرض، وما يبقي الأرض ثابتةً في مسارها هو قوة جذب الشمس لكوب الأرض.
تُوجد عوامل كثيرةٌ لها دورٌ في توضيح دوران الأرض (وسائر الكواكب الأخرى) حول الشّمس، وتلك الأسبابُ مُشتركة في جميع حركات الدّوران الفلكيّة، فهيَ تُفسّر أيضًا دوران القمر حول الأرض، وأيضًا دوران الشّمس حول مركز مَجرّة درب التبّانة، والسَّبب الأكثر أهميّة في هذه الحركات هو قوَّة الجاذبيّة التي تربطُ بين هذه الأجسام الكونية، فمثلما تجعلُ جاذبية الأرض الأشياء تسقطُ نحو سطحها، تُؤثّر الشّمس أيضاً بقوة جاذبيّة كبيرة على الأرض وهذا ما يجعل الأرض ثابته لا تسبح في الكون، وكي لا تسقطَ الأرض نحو الشّمس بخطّ مُستقيم وتبتلع بداخلها فإنَّ عليها أن تستمرَّ بالحركة، والمسارُ الدائريّ أو إهليجي يسمحُ لها بتجنُّب السّقوط نحو الشّمس، حتى ولو كانت لا تستطيع الإفلات من مجال جاذبيَّتها.
دوران الارض حول نفسها:
سنتحدث هنا عن كيفية دوران الأرض حول نفسها، إذ إنّ كوكب الأرض له محور مائل بزاوية مقدارها تقريبًا 23.5 درجة عن الأفق، وهو المحور الذي تدور الأرض من خلاله من الغرب إلى الشرق، لتظهر وكأنها تدور حول نفسها، وتستغرق دورة الأرض الواحدة حول نفسها 24 ساعة أي يوم كامل ليل مع نهار، وينتج من هذه الحركة تعاقب الليل والنهار، بالإضافة إلى انحراف الأجسام المتحركة على ظهر الكوكب كالتيارات المائية والهوائية.
السَّببُ في أنَّ الأرض تدورُ حول نفسها يتضح من خلال كيفيّة نشأة كوكب الأرض نفسه، حيث وُلدت الأرض قبل مدّة 4.6 مليار سنة من سديم كبير، والسَّديم يعرفه علماء الفلك بأنه سحابةٌ عملاقة من الغازات والأتربة تَسبحُ في الفضاء، وبمُرور الوقت تتقاربُ جُزيئات صَّغيرة موجودة في هذه السّحابة بسببِ قُوى الجاذبيّة الكبيرة المُتبادلة التي تُؤثّر عليها، فتتحوَّل إلى تكتُّلات صغيرة حتى يصبح كل واحد منها سحابة ثقيلة تحملُ ما معها من الأتربة والجزيئات الأُخرى، وفي الواقع، إن حوالي 99% من تلك السَّحابة اجتمعَت في كتلة واحدة وهي الشّمس، وأما الأرضُ وباقي الكواكب الأخرى فهي وُلدت من بقايا الغازات والصّخور التي ظلَّت موجودةً حول الشّمس بعد تواجدها، وبعد بعضِ الوقت تكوَّنت سحب ترابيَّة صغيرة خاصَة تشكلت في عدة كواكب أيضًا، وفي وسط هذه السُّحب تصادَمت جُزيئات الأتربة مع بعضِها البعض فبدأت بالاندماج لتُكوِّن كُتل حجمها كبير وأكثر كُتلةً، وفي النّهاية لم يبقَى سوى عدة كتلٍ صخريَّة عملاقة ولِدت الأرض عند تصادمها مع بعضها واتِّحدت في جسمٍ واحد.
وبعد أن ولدت الأرض، ظلَّت كُلُّها مَشحونةً بطاقةٍ حركيّة كبيرة توضح كيفيّة تكوُّنها، فتتصادمُ جزيئات الأتربة والغبار والصّخور التي شَكّلت الأرض مع بعضِها حتى يُولِّد زخماً، وهذا الزّخم ما زالَ يدفعُ بالأرض للدّوران حول مِحورها حتى الآن، إذ لا تُوجد طريقة لتبديده في الفضاء الخارجي، وتُوجد عوامل إضافيَّة تُساهم في دوران الأرض أيضًا، أهمُّها قوى المدّ والجزر الخاصَّة بالقمر التي تُساعد على إعطاء كوكب الأرض قوة إضافية للدّوران حول مِحوره، ولدوران الأرضِ دورٌ كبير في إعطائها شكلها البيضاوي، وهو أيضًا حيث نراها مُنبعجة قليلاً عند خطّ الاستواء.
كواكب المجموعة الشمسية:
أوّل هذهِ الكواكب وأقربها أيضًا إلى الشمس هو كوكب عطارد وهو أصغر الكواكب في المجموعة، يليه كوكب الزهرة وهو يرى بالعين المجردة من كوكب الأرض في بعض الأيام الصافية، ثمّ يليه الكوكب الثالث في هذه المجموعة وهو كوكب الأرض الذي نعيش فيه وهو الكوكب الذي تدب فيه الحياة على الإطلاق وفيه مقوّمات الحياة الطبيعيّة كالماء، الهواء أو الأكسجين، الطعام، الثروات المعدنية وغيرها، ثم يأتي بعد كوكب الأرض كوكب المريخ المعروف بالكوكب الأحمر وهو الكوكب الذي يظن أنه يمكن العيش فيه لتقارب صفاته من صفات كوكب الأرض، وقد أثبت بعض الباحثين في الفترة الأخيرة أنه كانت توجد مياه على سطح المريخ ولكن جفت، هذه كواكب المجموعة الشمسية الداخلية.
أما كواكب المجموعة الشمسة الخارجية، أوّلها هو كوكب المشتري والذي يُعدّ من أكبر كواكب المجموعة الشمسيّة على الإطلاق، ويتكوّن في معظمه من غاز الهيدروجين الذي يشكل المظهر الخارجي له، ومن الجدير بالذكر أن هُناك عدة كوكيبات وصخور عملاقة تفصل بين كوكب المريخ وكوكب المشتري ، أما الكوكب الثاني بعد المُشتري هو كوكب زحل المشهور بالحلقات التي تدور حوله وهي مجموعة الصخور والأتربة والغازات الكثيفة، وكوكب أورانوس ثالثاً، ثمّ كوكب نبتون وبلوتو الذي لم يعد في الأخير من كواكب المجموعة الشمسيّة وإنّما من مجموعة الكواكب التي تسمى القزمة وهي شديدة البرودة يستحيل العيش فيها لابتعادها الكامل عن الشمس وانخفاض درجة الحرارة بشدة فيهما.
حركة القمر حول الأرض:
يدور القمر حول الكرة الأرضية لمسافةٍ تصل تقريبًا إلى 384,403 كم، وبسرعة متوسطة تصل إلى 3700 كم/ الساعة، وبهذا يكمل دورته كاملة كل سبعة وعشرين يومًا وسبع ساعات وثلاثة وأربعين دقيقة، بجانب أحد عشر ثانية وخمس أجزاء منها، وقد تم التوصل إلى تلك النتيجة بالاعتماد على النجوم، حتى يكتمل الشهر القمري الواحد، أي ينتقل حينها القمر من أحد أوجهه إلى وجهه الآخر والمماثل له، فإنّه يحتاج إلى حوالي تسعة وعشرين يومًا، واثنتي عشرة ساعة وأربعة وأربعين دقيقة، بجانب ثانيتين وثمانية أجزاء من الثانية، والجدير بالذكر أنه بالرغم من أن القمر يبدو لامعًا وبراقًا ومضيئًا عند النظر إليه، إلا أنه فعليًا يعكس حوالي 7% فقط من الضوء الواصل إليه، أما درجة عكسه فهي 0.07 هي مساوية لدرجة انعكاسية غبار الفحم، كما أنّه يشار إلى أن دوران القمر حول الأرض تنتج عنه ظاهرتي الكسوف والخسوف.
الكلمات المفتاحية:
كيف تدور الارض حول نفسها,كيف الارض تدور حول الشمس,كيف تدور الارض حول الشمس,كيف تدور الارض حول محورها,كيف الارض تدور حول نفسها,كيف تدور الشمس حول الارض,كيف اثبت ان الارض تدور حول الشمس