الكثير منا يعتقد بأن قوة الرجل تتحقق في القوية الجسدية أوالبدنية، ولكن على العكس تمامًا فإنه توجد العديد من القوى التي ربما تكون أهم من القوة الجسمانية وبناء العضلات مثل: قوة الشخصية، قوة الذكاء، قوة العقل، قوة التحمل، قوة الصبر، وأهم من كل هذا قوة الإيمان بالله عز وجل، فلا تتوقف القوة على قوة البدن فقط وأن يتباهى الرجل بعضلاته المفتولة، واليوم سوف نأخذ جولة سريعة في العديد من القوى الأكثر أهمية من القوى البدنية.
قوة الإيمان:
لا شك أن قوة الإيمان أفضل قوة يستطيع أن يتسم بها الرجل، والكثير من علماء المسلمين يؤكدون على مسألة زيادة الإيمان ونقصانه على أنها مسألة من مسائل العقيدة الإسلامية، فالإنسان لا يبقى على مستوى إيماني واحد بطبيعة الحال على مختلف الأوقات والأزمنة، فإيمان المسلم يزداد في حالات الطاعة العبادة والخشوع والذكر، بينما الإيمان تراه ينقص ويقل عند ارتكاب الذنوب والمعاصي والوقوع في الملذات والشهوات، فالدنيا مليئة بالمتع والزخارف كما وضخ النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، وهنا يجب أن يكون الإيمان محل اهتمام في نفس المسلم حتى يستطيع التغلب على الشهوات والملذات نفسه وكبح جماحها، ولا شك بأن هناك أسباب تؤدي إلى زيادة الإيمان لدى المسلم مثل:
- المسلم الذي يكون على اتصال دائم ربه من خلال العبادات والنوافل يكون إيمانه قوي عن غيره ممن يقصرون في عباداتهم، مثل الصلاة، الصوم، العمرة، والحج وكلها عبادات توثق صلة المسلم بربه جل في علاه وتزيد إيمانه عندما يستشعر معية الله تعالى له وأنه معه دائمًا، ويستشعر الرحمات والسكينة التي تتنزل على قلبه من الخشوع في العبادة والطاعات.
- عبادة التفكر من أج العبادات التي كانت سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيد إيمان المسلم بتفكره وتأمله في الكون ونظره في السماوات والأرض والآفاق، ورؤية ما في الكون من آيات ربانية تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى مثل النجوم والكواكب والسماء، وهذا كله يزيد من إيمان المسلم ويوقن بأن لهذا الكون خالق كبير ومدبر عظيم لقوله تعالى:” لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”.
قوة الشخصية:
للشخصية القوية وجود قوي في المجتمع واهتمام كبير، فالرجل قوي الشخصية تجده دائمًا مبدعًا ومحبوبًا ومنتجًا لدى الناس، ونقصد هنا المعنى القويم لقوة الشخصية وليس المعنى الآخر أن يكون متسلط ولا يقبل الرأي الآخر وأن يتمسك رأيه فقط، وربما نعرض بعض الأمور التي تجعل من الشخص قوي في شخصيته.
- السعادة تقوي الشخصية، كن سعيد لأن السعادة سبب من أسباب تقوية الشخصية لأن السعيد دائمًا يجيد التصرف في القول والعمل، ويتصرف بأريحية دون ضغط، والسعادة بلا شك لا تتوفر إلا لدى الناس الذين يطيعوا الله ورسوله، وهي جنة الحياة الدنيا.
- ثق بقدرات نفسك وقل لنفسك أنك لست أقل من أي أحد وأنك باستطاعتك فضل الله التغلب على جميع الصعاب في الحياة الدنيا، ولا تسمح لشخص يتسلط عليك برأيه ضد مصلحتك.
- فكر قبل أن تتكلم بين الناس، لأن الكلام السليم دون لجلجة يشعر من حولك أنك قوي الشخصية ويعتبرونك إنسان كبير في نظرهم وأن تكون مرتجل عندما تتحدث وتحدث بثقة وبأريحية دون أي شعور بالخجل لأن الشخص الخجول لا يمكن أن يكون قوي الشخصية أبدًا.
- كن هادئ الطباع ولا تتصرف بتسرع وبسطحية مع الأمور، لأن الإنسان العصبي الفوضوي دائمًا يخطأ ويكون سبب في ضرر نفسه وضرر من حوله، الإنسان هادئ الطباع يتصرف بحسن دائمًا وقلما يخطأ.
قوة حسن الخلق:
الرجل القوي في خلقه القويم والصحيح من أفضل قوى الرجل التي يتحصل عليها، لأن المسلم الحق من يمسك نفسه عند الغضب، لا من يتعصب ويشتم ويرفع صوته عاليًا عند المشاجرات، ولما لا وأن صاحب حسن الخلق يساوي درجته يوم القيامة بالصائم القائم، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحُسن الخُلق أن تكونَ صاحب صدرٍ رحب ونفسٍ تُقبل على الخير وتهرب من الشرّ، وتُقبِل على الناس بالنفع وتنأى بهِم عن الضرر، وتُعامِل الناس بالحُسنى وبطيب نفس، وتمُدّ يد العون للضعيف وتُساعد المُحتاج وتُمرّض مريضهُم وتقف على حوائج الناس بحُسن التواصل معهم، فحُسن الخُلق يجلب القبول بين الناس ويرفع الدرجات عند الله، ومن الأمور التي تعد من أسباب حسن الخلق:
- النية الصالحة لله في تحقيق حسن الخلق لا لمصلحة دنيوية أو لمصلحة لشخص ما، لذلك يجب استحضار النية الصالحة لحسن الخلق، فمن المعلوم أن من شروط العمل الصالح الإخلاص والاتباع، لذلك يجب تحقيق تلك الأمرين حتى يتقبل الله منا حسن الخلق.
- أيضًا استحضار فضائل حُسن الخُلُق مثل محبّة الناس لك وكراهيتهم للشخص ذات الأخلاق السيئة، وكيف أنّ حُسن الخُلُق عظيم عند الله ورفعة في الدرجات، لأنَّ حديث النفس بالترغيب في تلك الأمور يدفعها نحوَ العمل والتغيير المستمر، وأن تُغيّير النفس نحوَ الأخلاق الحميدة تأتي لكَ بالخير ولأهلك دائمًا وتجعل لك سُمعةً طيبة أينّما تواجدت، وحتّى بعد موتك ترى من يدعو لكَ ويتمنّى لكَ الرحمة والمغفرة ويتذكرك بكل خير.
- التربية الصحيحة ودور الآباء تجاه الأبناء في هذا الأمر هوَ تعميق معاني الأخلاق الحميدة وترسيخها لدى الجيل الناشيء ليخرج إلى العالم الإسلامي وغير الإسلامي مُقبلاُ عليه بأخلاق ترفع سويّة المُجتمع ككلّ وتغير نظرة غير المسلمين تجاه المسلمين، وتُصبح ثقافةً ثابتة سائدة لدى الناس، وهذا مما يزيد من فرحة الحياة حين تعيش في أوساط جيدة ومُتفائلة تطمئن بها نفسك.
- تدريب النفس على الخِصال الحميدة، وضع النفس دائمًا مكان الآخرين، وتصوّر كيف أنّ هذا الأمر يكون ذات أثر غير مرغوب فيه لو كان من غيرك وانت على حال سيء، حيث ستتدرب النفس من خلال وضع تلك الأفكار وكيف أن الشخص سيكون سعيد عند تحقيق حسن الخلق.
قوة الرجال تكمن في أمور عديدة كما تحدثنا وليست متوقفة على تلك الصفات السابق ذكرها فقط، ولكن العديد من صفات المسلم تجلب له قوة لا يستطيع تحقيقها إلا الموفق فقط عند ربه، فلا بد أن يسعى الشخص دائمًا لتحقيق عدة قوى داخلية هي في الحقيقة لا تقل أهمية عن القوة البدنية بل يمكن أن تكون اهم من قوى الجسد في بعض الأحيان.
كما يمكن تطوير وتحقيق هذه الطاقة باتّباع عدّة أمور ومن أهمها: محاولة جعل التفكير إيجابي والبعد عن الأفكار السلبية، تنظيم الوقت حتى الشعور بالإجاز في الأعمال ولا تهدر وقتك، اتبع نظام غذائي صحيّ سليم، اشرب كميات وافرة من الماء الطبيعي والسوائل الطازجة، اذكرالله في كل حال واحرص على مجالسة الناس الإيجابيين، ابتعد عن تناول شراب المحرمات ومشروبات الطاقة لأنها ت تدمر الصحة، واحرص على أخذ قسط كافي من النوم.
الكلمات المفتاحية:
كيف تصبح اقوى طفل في العالم,كيف تكون اقوى رجل فى العالم,كيف تصبح اقوى رجل فى العالم,كيف اصبح اقوى رجل بالعالم,كيف اصبح اقوى رجل في العالم