كيف تضمن استجابة الدعاء؟ يعد الدعاء في الإسلام أحد العبادات التي تقرب العبد إلى الرب وهي حقًا عبادة عظيمة حيث تعد عبادة الأتقياء الأنقياء، وهو يتمثل بسؤال الله تعالى وطلب الحاجة من الله أيًا كانت سواء حاجة دنيوية أو خاصة بالأخرة، ويُعد من العبادات التي يُحبها الله تعالى خالصة له، ولا يجوز أن يدعوا العبد غير الله لأنه يعتبر شرك بالله عز وجل، كما أنّ للدعاء آداب وأوقات يستحب فيها حيث تعد أوقات مباركة ويستجاب بها بإذنه جل وعز، لكن هناك عدة طرق لتعجيل استجابة الدعاء سنتحدث عنا في هذا المقال.
الدعاء هو العبادة كما قيل في الحديث الشريف، والتي يلجأ إليها المسلم دائمًا في كل أموره وكل أوقاته، في الرخاء والشدة، رغم أنه توجد الكثير من العبادات والسنن إلا أن الدعاء له شأن عظيم وتحيد رب العالمين، فالدعاء هو الصلة المباشرة بين العبد والرب، والطريق الأقرب للروحانية النقية، فبالدعاء تهدأ النفوس ويرتاح البال وتسعد النفس وتزيد حلاوة الإيمان، وتزيح عن عاتقها القلق والخوف الذي يجتاحها من هذه الدنيا، وتهيئ لها الرَشد والصلاح في كل أمورها، فالمسلم يجب أن يرتقي ولا يترك الدعاء أبدًا لأنها عبادة تفتح باب الرجاء في الله أن ييسرنا كل أمورنا في الدنيا والآخرة.
ويريد كل مسلم حينما يدعوا الله أن يستجيب الله من دعائه، أيضًا يجعلون من هو في موطن استجابة أن يدعو لهم كمن يكون عند الكعبة المشرفة مثلًا، فاستجابة الدعاء أمر هام للغاية للمسلم كالدعاء نفسه وأكثر، فما الفائدة من دعاء مردودٍ على صاحبه والعياذ بالله، لذلك يسعى كل مسلم على القيام بكل جهده لكل شيء يقربه من استجابة دعائه، وأن يدعو وباب السماء مفتوح.
كيف يستجاب دعائي:
- اليقن بالإجابة من أهم الأمور، فلا يجب على المسلم أن يدعو بمجرد كلمات تردد على لسانه وهو غير واثق بأن الله سيستجيب منه مهما كانت الدعوة كبيرة أو صغيرة، فالله سبحانه قادرٌ على كل شيء وبيده كل شيء وإليه يرجع الأمر كله وله مقاليد السموات والأرض، وإذا أراد لشيء أن يكون قال له كُن فيكون، فاليقين بالله من أول الشروط والأسباب لاستجابة الدعاء وهو في الحقيقة حسن الظن بالله وقد قال الله في كتابه العزيز “ادعوني أستجب لكم”، فالخطوة الأولى هي ا اليقن بالإجابة وسوف يستجيب الله منك.
- الإلحاح في الدعاء من الأمور الهامة التي تعد سبب من أسباب استجابة الدعاء، فيجب أن يلح العبد على ربه في مسألته وحاجته، ليل مع نهار في جميع الصلوات في الأوقات التي فيها إجابة الدعاء مضمونة بإذن الله، الله يحب أن يتذلل العبد له لأنه هو الملك القدير مالك الملك وملك الملوك، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، له مقاليد السموات والأرض، ومن استمر في طرق الباب يوشك أن يفتح له.
- أكل الحلال من أهم أسباب استجابة الدعاء، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثم ذكر الرجل يطيل السفر: أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يارب! يارب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.
- الشكو لله بعدم الاستجابة نعم لا تستعجب من هذا الأمر، اشتكي لله أن دعائك غير مستجاب! قل يا رب داعئي غير مستجاب فوفقني لاستجابة الدعاء بعفوك وكرمك ولطفك يا رب، ادعوا الله بأن يستيجب دعائك وأن يجعلى دعائك مستجيب، أي تدعوا لتقبل الدعاء، قم الليل واشتكي إلى الله بما يبوح به نفسك وبما يصدر من تلقاء نفسك، اشتكي إلى الله وتقرب منه أكثر.
- توجد العديد من الأوقات المباركة والفاضلة هي أرجى لاستجابة الدعاء، مثل جوف الليل خاصة الثلث الأخير من الليل، الوقت بين الأذان والإقامة، في شهر رمضان المبارك، في العشر الأوائل من ذي الحجة، الدعاء في قلب الحرم وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء وقت السجود، دعاء الوالدين.
- البدأ بالثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من آداب الدعاء، فمن السنة أن يبدأ الداعي لله بالثناء على الله والتوسل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، مثل: اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وأيضًا باقي الأسماء الأحسنى.
- يجب أن يحسن العبد ظنه بربه وأن يكون على يقين وحسن ظن بأن الله تعالى سوف يستجيب له المسألة، ولا ينبغي أن يترك الدعاء بحجة أن الله لم يستجيب، بل أن الله تعالى ربما يخبئ لك شيئًا في مصلحتك وأنت لا تدري، فمن الخزي أن يقول العبد: الله لم يستجب لي! بل يجب على العبد الإلحاح في الدعاء كما قلنا سابقًا وألا ينقطع عن الدعاء ويظل يدعوا ويدعوا ويوشك أن الله يستيجب له، ولكن ولنفرض أن الله لم يستجب مسألة ما فماذا نفعل؟ اعلم أن الله لا يجعل عبادتك وجهدك في الدعاء هباءًا منثورًا بل أن الله تعالى يجزيك بهذا الدعاء ثواب كبير وحسنات لا يعلمها إلا الله، إذًا في جميع الحالات لا ترجع صفر اليدين.
- ذم النفس دائمًا بالتقصير من الأمور التي يجب على العبد فعلها مهما بلغت تقوى وإيمان العبد، فيجب أن يكون العبد دائمًا منكسر، والدعاء مع الانكسار من أسباب استجابة الدعاء، ولا يدعوا الله وهو واضع في ذهنه أنه يعبد الله على حق ولكن فقط باليقين والانكسار.
- من الأمور الرائعة في الدعاء هو أن تجعل الملائكة تدعوا لك! ولكن كيف ذلك؟ في الحديث الصحيح “من دعا لأخيه في ظهر الغيب آمنت الملائكة وقالت ولك بمثل” وهذه فرصة عظيمة لا يجب أن تترك، وهذا من كمال الحب في الله بين الإخوة والمسلمين، حيث تدعوا لأخيك بظهر الغيب فهذا أمر رائع حقًا.
- لا تدعوا غير الله لأن هذا الأمر وهو عدم سؤال حد غير الله من كمال توحيد الله جل وعز، فلا تسأل أي أحد في مسألة إلا الله، وادعوا كل الخلق، فمثلاً أنت ذاهب إلى مصلحة حكومية وتريد واسطة كبيرة لتسهيل الأمور، فقبل أن تتصل بزيد وعبيد فتوجه إلى الله بالدعاء أولاً وأسأل الله تعالى مسألتك قبل أن تسأل أي أحد، فكلهم عباد لله لا يملكون من الأمر شيء ولا بيدهم الضر والنفع ولا هم متحكمون في الخلق بالله، الله فقط هو الذي بيده الأمر كله فادعوه جل وعلى بما تريد، ومن المميز في ديننا الحنيف أن باب الدعاء مفتوح جميع أوقات السنة وطوال العمر مثله مثل بابا التوبة، باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، تقرب ألى الله بالدعاء اكثر أخي الكريم وأختي الكريمة.
الكلمات المفتاحية:
كيف نشكر الله على استجابة الدعاء,كيف اعرف قرب استجابة الدعاء,كيف يعجل الله استجابة الدعاء,كيفية شكر الله على استجابة الدعاء,كيفية استجابة الدعاء في رمضان,كيفية استجابة الدعاء في ليلة القدر,كيف اشكر الله على استجابة الدعاء,كيف تضمن استجابة الدعاء ؟؟ فكرة جميلة جداااا