يكثر الحديث في موضوع الطلاق فقد أصبح منتشرًا بكثرة وأنه أصبح من الأمور التي تطرح بكرة في مجتمعنا وصرنا نسمع عنه وصار أقرب إلى الظاهرة.
إن كل إنسان يبحث عن الحياة الهادئة المستقرة دون مشاحنات ومشاكل وتملئها السعادة والبهجة والحياة الطيبة والأمن وحرص ديننا الإسلامي على وجوب الحفاظ على الأسرة وترابطها وتماسكها وفي نفس الوقت شرع حلول منطقية بأمر الله تعالى تكون حلا لما يحدث من مشاكل بين الزوجين.
يمثل الطلاق في معظم الحالات تدميرًا لحياة الوالدين وحياة الأبناء أيضًا ويكون التأثير الأكبر على الأولاد ونفسيتهم ويشعرون به من حيرة لما يحدث بين الوالدين فهذا يؤثر على نفسيتهم وسلوكهم وممكن أن يؤدي إلى أمراض عضوية وعقلية نتيجة فقدان احد الوالدين بسبب الطلاق ويؤثر أيضًا على دراستهم وصداقاتهم مع الآخرين والعلاقات الاجتماعية والسهر والعصبية أو النوم الكثير وكثرة الخلافات فمن المهم يجب التركيز على الاهتمام والرعاية بالأبناء لمساعدتهم على التعامل بشكل منطقي في حالة حدوث الطلاق.
لمعرفة اثر ظاهرة الطلاق على المجتمع نعرف أولًا أسباب الطلاق:
البعد عن الدين.
غياب الدور التوجيهي للإباء والأمهات.
وسائل الإعلام.
الأزمات الاقتصادية.
آثار الطلاق على المجتمع:
يكون هناك تأثير على المجتمع بأسره عند وقوع الطلاق لأن المجتمع أصلًا مكون من أسر مترابطة معًا فيحدث التفكك لهذه الأسر بحدوث الطلاق ويسبب اضطرابات كثيرة يعاني منها المجتمع.
يؤدي حدوث الطلاق والانفصال إلى البغضاء بين الطرفين والكراهية والحقد ويؤدي أيضًا إلى حدوث مشاجرات وعدم الاستقرار في المجتمع وفي بعض الأحيان يكون الأهل مصدرًا للخصام وزيادة المشاكل بدلا من أن يساعدوا على الإصلاح بينهم.
التأثير النفسي على الرجل والمرأة بعد حدوث الطلاق يترتب على الرجل أعباء مادية ومبالغ يجب دفعها ويؤدي أيضًا إلى زيادة همومه وتفكيره في كيفية جمع المال اللازم فيؤدى هذا إلى سلكه طرق غير شرعية ليستطيع أن يؤمن المال.
والمرأة أيضًا ما تعانيه من ألم الطلاق ونظرة المجتمع لها فيؤدي بها إلى سلكها طرق غير صحيحة لتأمين رزقها وهذه الطرق تؤثر سلبًا على المجتمع.
كثرة الجرائم وتزعزع الآمن في المجتمع وزيادة الأمراض النفسية وزيادة الانحراف ويعود ذلك سببه إلى تشرد الأطفال بعد طلاق الوالدين وقلة الرعاية والاهتمام لهم والتفكك الأسرى الذي دفعهم إلى أن يتجهوا إلى سلوكيات غير سوية.
حكم الطلاق بدون سبب:
فهو جائز من الكتاب والسنة فقال الله تعالى (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وشرع الإسلام الطلاق وقد اعتبره ابغض الحلال عند الله ولم يشرع الإسلام الطلاق إلا في حالة الضرورة واختلاف الأخلاق والاطباع والعجز عن إقامة المصالح بينهم أو تكون معاشرة الزوج الأخر فيه ضرر على الدين وفساده فيكون الطلاق هو أخر الحلول بين الزوجين.
قد تحدث أمور كثيرة بين الزوجين لعدم التوافق بينهم أو يكون احد الزوجين عقيم لا ينجب فان كانت المرأة عقيمة ولا تريد أن زوجها يتزوج عليها وعد الاستقرار وتنافر الزوجين ويحدث مشاكل بينهم لا تنتهي ولم يتم حل المسائل بينهم يكون الحل الوحيد هو الطلاق وأكبر دليل بين الزوجين هو الطلاق فمن الممكن أن يكون الزوجين غير محببين لبعضهم البعض ولم تتغلب عليها العشرة والمودة.
الطلاق بدون سبب
قد يتشاجر الزوجين على أبسط الأمور فنجد الزوج فجأة يقول لامرأته أنت طالق فاتت الحكمة من هنا وهي 3 مرات لكي يعرف المطلق الأمر الذي فعله ويرجع عما فعله في حق زوجته وإذا تم الطلاق للمرة الثانية على أسباب لا داعي لها للطلاق فهنا يرجع إلى أهلها وهنا لا يستطيع إرجاعها إلا بعقد جديد ومهر جديد ويجب موافقة المرأة على الرجوع لكي يعرف الخطأ الذي فعله وإذا تمت الطلقة الثالثة فلا يستطيع الزوج إرجاع زوجته حتى يتم زواجها من رجل غيره وتطلق منه وذلك من غر اتفاق بين الزوجين ليجوز لها إرجاعها.