خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا حتى نعبده ونسبح بحمده ونشكره على كل النعم التي أنعم علينا بها, ولكن الشيطان دائما يوسوس للإنسان لكي يقع في الأخطاء والذنوب, ويظن عند ذلك أن الله سبحانه وتعالى لن يتوب عنه ويغفر له خطاياه, ولكن من أسماء الله الحسنى أنه التواب, والتوبة تعني في المعجم الرجوع من الذنب والتوبة إلى الله, وتاب العبد أي رجع إلى طاعة ربه, وعبد تواب هو عبد كثير الرجوع إلى الطاعة, ومعنى التوبة في الشريعة الإسلامية هي أن يعود العبد إلى الله وأن يرجع إليه وينيب مرة أخرى, ثم يتوب الله عليه ويحيطه بمغفرته, فقد قال الله تعالى ( فتاب عليه), ومعنى الأيه أن الله قد قبل توبة الإنسان, وسوف نتناول اليوم في هذا الموضوع كيف يتوب الله على عباده وما هي شروط التوبة.
شروط التوبة
لكي يقبل الله توبتنا هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر لدى العبد المذنب منها:
1- يجب أن يكون العبد المذنب شديد الندم على ما فعله من ذنب, فهذا الشرط من أهم الشروط التي يتوجب توافرها حتى يتقبل الله توبة عبده, فإذا كان الإنسان لديه إحساس كبير بإرتكاب ذنب كبير فهذا يكون سبب لكي يتوب الله عنه.
2- يجب أن يترك الإنسان الذنب لقبحة وأن تكون لديه العزيمة على تركه وعدم الرجوع إليه مرة أخرى.
3- على الإنسان أن يقوم ببعض الأعمال المحببة إلى الله وأن يداوم على الصلاة ويدعو الله قياما وقعودا كي يغفر له ذنبه.
هل يتوب الله على العبد ولو تكرر الذنب؟
يخطر في بال الإنسان الكثير من الأسئلة ومنها هل يتوب الله عند العباد إذا تكرر الذنب دون قصد أم لا؟ إلى متى يغفر الله تعالى لعبده الذنب؟ وهذه الأسئلة تجعل الإنسان في حيرة دائما, والإجابة على هذا السؤال هو أن الله سبحانه وتعالى اسمه التواب, فإذا تاب العبد واستغفر من ذنبه وعاد إلى فعل الذنب مرة أخرى, عليه أن يتوب من الذنب مرة أخرى حتى يغفر الله له, فقد قال الله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وحنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم إجر العالمين) صدق الله العظيم, وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى أكد لنا إذا تكرر الذنب مائة مرة أو أكثر ثم تاب الإنسان في كل مرة, يقبل الله توبته وأسقط ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
لماذا يقبل الله التوبة؟
خلقنا الله تعالى على فطرتنا البريئة التي لا تعرف ارتكاب الذنوب ولكن كلما كبر الإنسان كلما فقد جزء من براءته نتيجة إرتكاب تلك الذنوب, وكلما كان قلب الإنسان متعلق بالله عز وجل كلما قبل الله توبته, لأن التوبة هي دواء يزيل الأمراض ويمحو الظلمات ويجعل الإنسان يعيش في سعادة وهناء من الله سبحانه وتعالى.
من الذين لا يقبل الله توبتهم؟
هناك بعض من الناس الذين يصلون إلى مقام لا يقبل الله توبتهم ومنهم:
المرتدون:
لا يوجد ذنب أكبر من التفريط في نعمة الإيمان والهداية, فقد قال الله تعالى ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون), فعندما ينتقل الإنسان من مرحلة الإيمان إلى الكفر بالله دون الشعور إنه ارتكب ذنب كبير, فلا يتوب الله عنهم أبدا.
المنكرون للحق:
هؤلاء الناس هم الذين يكتمون شهادة الحق خوفا على مصالحهم والذين يرضون بأفعال المتسلطين دون أن يردوهم عن أفعالهم, وهؤلاء قال فيهم الله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار).
الكلمات المفتاحية:
كيف يتوب الله على عباده, كيف تاب الشيخ حامد ادم,كيف تاب الفضيل بن عياض,كيف تاب الشيخ خالد الراشد,كيف تاب مالك بن دينار,كيف تاب الله على ادم,كيف تاب