يعتبر تذوق الأطفال للأدب في غاية الأهمية، وقد نجد أن أدب الأطفال ظاهرة حديثة لكننا نجد أنه أصبح ضرورة وطنية وقومية، كما انه أصبح شرطاً أساسياً لتنمية ثقافة الطفل، وتوسيع مداركه معرفياً وتربوياً وشعورياً، وذلك حيث أن للأدب تأثير كبير على عقل الطفل، فيقوم بتنمية قدرات الطفل العقلية، وكذلك ميوله العاطفية وحسه وذوقه الأدبي، فمن المعروف عن عالم الطفولة أنه مليء بالجماليات والخيال والحب، فنجد أن أدب الأطفال يقوم على توجيه هذه الجماليات داخل الأطفال إلى الوجهة النافعة لهم، والعمل على تحويلها لتصبح منافسة لذهنه الطفولي، ومن ثم يتجه الطفل إلى إعادة ابتكار ما تلقاه من جديد لكن من خلال آفاق لا حدود لها، ومن خلاله نستطيع أيضاً اكتشاف مهارات وإبداعات لدى أطفالنا تحتاج إلى العناية والتوجيه السليم، فالإنسان من فطرته التي خلق عليها حب الجمال وتذوقه، وهذا ما يجعله يقوم بالبحث عن الجمال والركون إليه، بالإضافة إلى ذلك فإن عقل الإنسان يحتاج إلى تذوق الأدب كغذاء وجداني، فالأدب يعمل على تغذية العقل ومعالجته من الهزال والشلل الفكري، بل الأدب يعمل على جعل الإنسان يدرك الجمال الموجود حوله وذلك عن طريق إبعاده عن جفاف المشاعر، وكذلك تجنب الأحاسيس المجدبة، ونظراً لتلك الأهمية الكبيرة للأدب تظهر أهمية أدب الأطفال وأهمية معرفة الطرق التي تنمي بها تذوق الأطفال لهذا الأدب وزيادة الإقبال عليه
أهمية الأدب وتأثيره على الأطفال:
يعتبر تنمية قدرات الأطفال على تذوق الأدب الجيد والملائم لهم ضرورة حتمية للثقافة العالمية، فنجد أن في ظل التطورات العالمية الاجتماعية والتكنولوجية التي يمر بها العالم في الفترة الحديثة، ونجد أيضاً أن أبرز هذه التحديات تطور وسائل الاتصال الحديثة، وكذلك التغيرات التي تطرأ باستمرار على الوسائط الثقافية، واختلاف التقنيات التي تخاطب الأطفال وتتعامل معهم، وهذا أدى إلى تراجع الدور التقليدي للأسرة نتيجة طغيان وسائل الاتصال الحديثة عليه، وهذا يعرض الأطفال إلى الاتجاه إلى مخاطر الأدب الرديء والثقافات التي تنحرف عن طريقها الصحيح، وهذه الثقافات لا يوجد وراءها غير الفساد فقط ولا تأتي بأي نفع، ولهذا لابد من مواجهة تلك التربية السلبية التي يتلقاها الأطفال عبر وسائل الاتصال المختلفة، والتي غيبت دور الأسرة في نشأة الأبناء، لذلك أصبح تذوق الأطفال للأدب أفضل طريقة للعودة إلى المثالية المطلوبة من الأطفال، وتتمثل أهمية هذا أيضاً فيما يلي:
تنمية مشاعر وخيال الأطفال:
نجد أن بصفة عامة قراءة الأدب المختلف تعمل على تنمية المدارك، وكذلك تقوية الجانب الخيالي لدى الفرد، كما أنها تجعل الفرد قادر على التعبير عن ما بداخله ومشاعره وما يحس به، فنجد العالم من حولنا مليء بالجمال الساحر، ولا يستطيع إدراك وتذوق هذا الجمال إلا من تذوق جمال الأدب وقرأه نثراً أو شعراً، وبالتالي فإن عالمه يصبح عالم مليء بالأفكار غير مجدب، عالم غني في تعبيره وتصويره، بل يمكنه صناعة هذا العالم بنفسه.
إظهار جمال اللغة:
مواظبة الأطفال على القراءة أدب الأطفال سواء كان نثراً أو شعراً تنمي الثروة اللغوية لديهم، وتجعلهم أيضاً متمكناً من اللغة في مرحلة الشباب، وهذا بسبب الكم الكبير جداً من المفردات والتركيبات والتعبيرات الجمالية الجديدة التي أضافها الأدب إليه.
الاستفادة من خبرات الآخرين:
يظهر هذا عند قراءة الأطفال سيرة الأدباء والعلماء والمبدعين العظماء، حيث يعيش الطفل أكثر من حياة في آن واحد، فتتوفر لديه مجموعة كبيرة من الخبرات والتجارب التي عاشها من قرأ عنهم، وأيضاً اكتساب العديد من القيم الرائعة التي تميز بها أصحاب تلك السيرة كالرحمة والمثابرة والأمل والتعاطف والكفاح والنجاح والحب وغيرها الكثير.
نقل الطفل إلى عالم آخر:
عند تعمق الطفل في أدب الأطفال ينقله هذا على عالم آخر قد يكون حقيقي أو وهمي، عن طريق قراءة كتب واقعية أو خيالية، ومن خلال هذه القصص نتمكن من زرع عادات وتقاليد المجتمع داخل الطفل، وهنا يجد أن نركز على تعويد الأطفال القدرة على التمييز والتفرقة بين الخيالي والواقعي حتى لا يعيش الطفل في عالم خيالي وبعده يصدم بالواقع.