قديما كان معروفا أن أجدادنا وآباءنا يتزوجون في سن صغيرة جداً وذلك بسب العادات والتقاليد إلى جانب أن المرأة قديما كانت حياتها ضيقة جداً والعالم من حولها يعيشها في قالب محدد ومرسوم عليها وعليها أن تتقبله وبالطبع كانت هناك من تشذ عن هذا القالب وهي بالتأكيد المتعلمة ولكن قديماً المتعلمات.
ثم تطورت الحياة قليلا ووجدنا أن هذا السن يرتفع قليلا مع انتشار التعليم والتكنولوجيا ولكن بالرغم من هذا الانتشار للتكنولوجيا والعلم إلا إننا مازلنا نجد أطفالنا لا يتخطون الخامسة عشر ومعها طفلين!
وعلى الرغم من تحديد سن الزواج من جانب الدولة وهو 18 عام إلا أن كثير من الناس كل ما يقومون به هو الذهاب لمحامي ويكتبون عقداً عنده بدون كتب كتاب ويقولون أن هذا حلال شرعا بسب أن الله حدد سبب الإشهار للزواج وربما يكون هذا صحيح ولكن المشكلة أن كثير من الفتيات بعد أن وصلوا السن القانوني يرفض الزوج كتابة العقد بحجة أنة لا يمتلك أموال وإلى ذلك من المبررات.
- وزواج القاصرات يمكن تعريفة:
على أنه استئصال حلم طفلة في الحياة والاستمتاع بطفولتها وتحويل حياتها إلى عالم أخر تماماً لا تعلم عنه أي شيء، عالم لا يوجد فيه غير المسؤولية والزوج والأطفال، فكيف حقا يصلح لطفلة أن تقوم بتربية طفل! ماذا تعرف هي عن التربية، كيف ستربيه على المبادئ والقيم حتى يصلح فرد في مجتمعه وهل هي تعلم من الأساس بوجود كلمة في قاموسنا أسمها المبادئ ولو عرفت ماذا سيكون تعريفها لهذه الكلمة فكيف ستربي.
وهذا الزواج يبدأ من سن 10 سنوات إلى سن 18 عام، وكثير من الأشخاص حالياً يرمون ببناتهم في النار وينهون أحلامهم في التعليم حتى يتزوجن ويتحمل شخص أخر مصاريف تعليمهم ويرتاحون هم من هذا الهم الكبير كما يسمونه.
– ونستطيع أن نتخلص من هذا الزواج كالأتي :
تقوم الدولة بمحاسبة كل محامي يقوم بتحرير ورقة زواج عرفي لعروسين بحجة أن الأهل موافقين، ويتم مجازاته بشكل كبير فإذا قاموا بهذا فبالطبع سيخاف العديد من المحامين ولن يقوموا بتكرار هذه الكارثة في حق الأطفال مرة أخرى.
– عمل برامج إعلامية ترهب الأهل من زواج القاصرات وتحثهم على إكمال تعليمها حتى تصبح فرد فعال في الدولة وليست مجرد شخص تابع لشخص من الممكن أن يضربها ويهين بكرامتها، ويحاولون أقناعهم بأنهم لو أكملوا تعليمهم سيتزوجون أشخاصاً بالطبع أفضل بكثير من هذا الشخص الذي يكون بنسبة كبيرة غير متعلم.
– عمل حملات توعية في القرى والأقاليم جميعها من أجل حث الأهالي على التخلص من هذه العادة السيئة، وتقديم إليهم نماذج حية من فتيات تزوجوا قبل السن القانوني وانتهت حياتهم بالطلاق قبل أن يتخطوا السادسة عشر من عمرهن.
– قيام المدرسات في الفصول بعمل جلسات توعية للفتيات ضد زواج القاصرات وأنه عليها أن تكمل تعليمها وأن تصنع لنفسها حياة وأنها ليست مجرد تابع لرجل في الحياة، وتأكد لهم أن الله لم يخلقهم فقط من أجل أن يتزوجن وهم أطفال ويفقدن طفولتهن لأنهن في المستقبل سيندمن ندماً شديداً على ضياعهن هذه الطفولة من أيديهن.
وأن الفتاة لو أكملت تعليمها وعرفت أشخاص جديدة في حياتها وتعرضت لمواقف صعبة واستطاعت أن تحلها بنفسها، فبالفعل تستطيع أن تربي أطفالها أفضل بكثير عن تلك التي انتهت حياتها مع شخص تزوجها فقط من أجل أن يسيطر عليها لأنه يعرف جيداً أنه ضعيف ولن يسيطر على فتاة في نفس عمره.
ولو استطاعت الحكومة أن تقوم بحملات توعية باستمرار ومتابعة ما تقدمه المؤسسات التعليمية من معلومات للفتاه فبالتأكيد ستنتهي هذه الظاهرة من مجتمعنا المصري ومن الممكن أن طفلة من هؤلاء التي تزوجت قبل عمرها أن تفعل شيء مهم لبلدها في المستقبل.