الصقر هو نوع مشهور من أنواع الطيور الجارحة والتي تتغذى على فرائسها التي تصطادها.
يبني عادة الصقر عشه على الأشجار وبين الصخور وعلى الأرض في بعض الأحيان، تصطاد أنثى الصقر فرائسها وذلك يكون لإطعام فراخها والتي تفقس عادةً في أواخر فصل الصّيف، ولا تبقى للفراخ الضعيفة مكاناً نهائياً بين فراخها بل تطعمها وتجعل منها قوت لباقي فراخها القوية .
ومن المعروف أن الصقور تعيش في جميع القارات إلا القارة القطبية الجنوبية ( أنتاركتيكا ).
كيفية حصول الصقور على الغذاء :
تتغذى الصقور عادةً على الثدييات, والزواحف, والحيوانات الضعيفة، حيث أن الصقور تتمتع بحاسة نظر قوية، فترى الفريسة من مسافة بعيدة جداً وتنقض عليها بمخالبها الحادة فتقوم بإلتقاطها وتقتلها ثم تتغذى عليها.
أنواع الصقور :
للصقور أنواع عديدة مشهورة ومعروفة، ينتشر الكثير من هذه الأنواع في منطقة الشرق الأوسط ، والمشهور أن أفضلها هي صقور الشاهين والتي يكون موطنها الأصلي كلا من ( العراق وإيران ) .
أما عن منطقة شبه الجزيرة العربية، فيهتمون بتربية الشواهين السوداء والحمراء ويفضلونها على غيرها ويسمونها ( جرناس )، وقد استفادوا استفادة كبيرة من قدرتها الفائقة على صيد فرائسها في صيدهم، حيث كانوا ولازالوا يربون الصقور كحيوانات أليفة لديهم حتى تساعدهم في جلب الطيور الأخرى وسهولة صيدها.
ومن المعروف أن الصقر يعيش قويّاً وشامخاً فهو يعد رمزاً للعزة والشموخ، إلا أنه في بعض الأحيان قد يصاب ببعض الأمراض والتي قد تؤدي لموته في عمر قصير .
مرض الصرع عند الصقور :
ومن هذه الأمراض مرض الصرع، وهو مرض شائع ومعروف بين الصقور، حيث أنه يظهر فجأة وبدون مقدمات على الصقر أو أعراض سابقة مثل فقدانه للشهية أو قلة وزنه.
لكن عندما يصيبه الصرع فإنه من أهم أعراضه أن الصقر يرفع رأسه للأعلى ثم يرجعها إلى الخلف وقد ينقلب على ظهره، ثم يبدأ في الدوران حول نفسه والإلتفاف عليها ، حتى يفقد سيطرته تماماً على نفسه وعلى حركاته ، وذلك حتى يعود لوضعه الطبيعي .
لكن إذا زادت حدة المرض فإنه عادة يصاحبها تشنجات شديدة ، وإذا أصابته في وقت تكون فيه درجة حرارة الجو مرتفعة بشدةُ فإن هذه النوبات قد تؤدي إلى وفاته.
مرض الكوكسيديا :
كما أن الصقور قد تصاب بمرض الكوكسيديا، وهو مرض يصيب الصقر نتيجة تناوله وجبات غير منتظمة ، أو في حالة أكله فريسة مصابة بهذا المرض والذي عادة مايصيب الجهاز الهضمي، وهو مرض معدي ينتقل من الفريسة إليه ويفقده شهيته حتى يموت من الجوع.
من المعروف أن الصقر من أكثر أنواع الطيور التي تعمّر، فقد يعيش الصقر لعمر 70 عاماً. لكن حتى يتمكن من العيش سبعين عاماُ عليه أن يتخذ قراراً صعباً عند بلوغ الأربعين، فيكون أمام خيارين، إما الخضوع وانتظار الموت رويدا رويدا، وإما أن يتجدد ثانيةً ويعود من جديد صقراً شاباً قوياُ وذلك لثلاثين عاماً آخرين، فحين يبلغ الصقر الأربعين عاماً تصبح مخالبه مرنة وضعيفة، فلا يستطيع الإمساك بفريسته ليوفر لنفسه الغذاء .
أما منقاره الحاد فيصير معقوفاً منحني، وأجنحته بسبب زيادة ثقلها ووزنها تثقل من جسمه النحيل، وبالتالي يصعب عليه الطيران، فيكون الصقر أمام الخيارين أحدهما أن يستسلم للموت ويتنظر انتهاء حياته والثاني أن يجدد نفسه من جديد .
لكن ليحصل الصقر على ذلك فليس بالطريقة الهينة، فعلى الصقر أن يطير متجهاً إلى عشه في أعلى قمة الجبل، ويكسر منقاره بصخرة قوية وينتظر الصقر حتى ينمو منقاره الجديد، ثم بعدها عليه أن يقوم بكسر مخالبه الضعيفة، لتنمو مكانها مخالب أخرى قوية، ثم يقوم بنتف ريشه الثقيل ويتنظر إلى أن ينمو ريشاً جديداً،
مما يعني أنه عليه أن يتحمل هذا العذاب والألم لمدة لا تقل عن 150 يوماً أي ما يقارب خمسة أشهر، فإن استطاع أن ينجو من ذلك عاد صقراً قوياً شامخاً من جديد ليعيش ثلاثين سنة أخرى .