الإعجاب بالنفس.. أو كما يُسمى أيضاً بالغرور والتكبر.. هو صفةٌ سيئةٌ جداً وهو مرضٌ أيضاً ولا يجب على أي شخصٍ أن يتصف به! ولعلك قابلت الكثير في حياتك ممن يتصف بذلك! ولكن كيف تعلم بأن هذا الشخص معجبٌ بنفسه! أو كيف تعلم بأنك أنتَ لست من هؤلاء؟! لنتعرف عليهم أكثر لنحاول أن لا نكون منهم ..تابعوا معنا…
التكبر ليس من صفات المسلمين
على المسلم ألا يتكبر فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إن الله لا يحب من كان مُختالاً فخوراً) وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن التكبر وقد قال بأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر! فاحذروا أيها المسلمون من ذلك!
على ماذا التكبر؟!
هنا السؤال ..على ماذا نتكبر؟! خُلقنا من تراب وسنعود تحت التراب.. فعلى ماذا نتكبر؟! نصرخ ونتألم ونتأوه إذا حُرقت إصبعنا حرقاً بسيطاً ..فعلى ماذا نتكبر؟! الله هو من أعطانا شكلنا وليس نحن ..فعلى ماذا نتكبر؟! وحتى الرزق من الله.. ويستطيع أخذه متى ما يشاء.. فعلى ماذا نتكبر؟!
من علامات التكبر والإعجاب بالنفس
النظر إلى المرآة كثيراً ويطلق على العجب بنفسه كثيراً بالنرجسي الذي يعتقد بأنه كامل وينظر إلى بقية الناس بازدراء ..يقوم بتحسين مظهره كلما نظر إلى المرآة ولا يرضى بأن يكون ناقصاً بشيء.. كثير الانتقاد على الناس وقد يمتلك نفس عيوبهم سواء كانت أخلاقية أو جسدية ولكنه لا يرى نفسه.. يحب أن يمتلك كل شيء فيطلب من هذا وذاك أن يحضروا له مثل ما يمتلكون وعندما يطلب منه الغير يرفض أو يتهرب من ذلك..
المتكبر لا يرضى بأن ينقصه شيء ويحضر ما ينقصه ولو كلفه الكثير ويعتقد بأنه الأفضل من بين كل الناس كما أنه يعتقد بأن حضوره يلفت أنظار الجميع..
المتكبر لا يوقفه شيء! حتى ولو كان مريضاً ومتعباً لا يرضى بأن يكون مظهره أقل من غيره! فتراه يتكبر على وجعه ويقوم بتحسين شكله! يتكبر على كل شيء! وعلى أي شيء!
ما الحل مع هؤلاء؟!
لعلك تفكر الآن ..ما الحل مع هؤلاء الناس؟! فإن كنت منهم فعليك أن تعيد ترتيب أمورك.. وتعلم بأنك مهما تكبرت فالله أكبر! وهذا لا يجوز فالإنسان لا يجب أن يتكبر! الدنيا فانية وعلى الإنسان أن يتواضع فهي من أجمل الصفات وترفع من شأنه وأما المتكبر فلا يراه أحد سوى بأنه إنسان صغير ليس له قيمة!
إن كان لديك صديق أو شخص قريب لديه بعض التكبر ..فحاول نصحه بشكلٍ غير مباشر.. كأن تقوم بذكر قصة أمامه عن نهاية المتكبرين وهكذا.. حاول أن تعيده إلى رشده وتحدث عن التواضع أمامه وكم كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام متواضعين وكم أن التواضع جميل ويرفع من شأن الإنسان..
بهذا قد يتأثر الإنسان ويفكر بأن عليه أن يعود إلى الدرب الصحيح.. فالتكبر لن ينفعه شيء وسيسقطه في هاوية مظلمةٍ فقط!
المتكبر بجماله يأخذ الله جماله بكل بساطة! كحادثٍ يصيبه أو حريق يشوهه وهكذا.. والمتكبر بأمواله وبنيه يأخذ الله ما أعطاه إياه بكل بساطة ..وهناك عدة طرقٍ لذلك ولا تعتقد بأنك بخير ولن يحصل لك أي شيء! كل إنسان معرض لذلك ولهذا فلا تتكبر وتواضع ..نهاية قارون كانت كافية كعبرة.. رزقه الله الكنوز الكثيرة فجحد بنعمة الله وقال بأنه حصل عليها بنفسه! فخسف الله به الأرض وأصبح قصة تُذكر للموعظة! فاعتبروا! النعمة من الله وإن لم نحافظ عليها ونحسن استخدامها ونشكر الله فسيأخذها كما أعطانا إياها.. فلا تتكبر!