يعتبر التوقع أو فهم الواقع بشكل مخالف هو السبب الرئيسي الذي تدور حوله كل نوبات الاكتئاب التي تُصيب كل منّا ، لذلك لابد أن نتجنب الاكتئاب قبل أن يُصيبنا بأن نُحاول أن نتوقع أقل ما يُمكن أن يحدث و لا نبني حياتنا المستقبلية على أحلاماً قد تتحقق وقد لا تتحقق ، فان الثقة بالأحلام التي لم تتحقق بعد قد يكون له أثراً نفسي مُدمراً ، و أيضاً لابد أن نُفكر في كل قرار نأخذه قبل ما نأخذه لكي لا نندم ، لأن الندم هو أثقل شعور نفسي يُمكن أن يُصاب به الإنسان .
فالمشكلة أننا حينما نندم على شيء نتمسك به أكثر في خيالنا مع أننا نفقده في الواقع وهذا بالضبط هو الاكتئاب ، و يكمن شفائنا من الاكتئاب في تحلينا بالشجاعة الكافية لكي نعترف بأن الشيء الذي نحبه قد فقدناه ، و أننا لابد أن نعيش بعد فقده لأننا باكتئابنا نُضيع أشياءً قد تكون أهم ، و لعل هذا الأمر أشبه ما يكون بالراعي الذي كان معه 100 خروف و ضاع منه خروفاً فظل يبحث عن الخروف الضائع إلى أن فقد ال 99 الباقين .
وفي الأتي عدة طرق يُمكنها أن تخفف من نوبة الاكتئاب الموسمية التي تُصيب كلً منّا :-
1- أبذل بعض النشاط البدني :-
تكمن أهمية بذل النشاط البدني في أنه إستراتيجية تقوم على تحويل الشعور بالضغط النفسي إلى الضغط العضلي ، فبعض أبطال كمال الأجسام قد تعلموا تلك اللعبة لأن زملائهم كانوا يضربونهم بينما كانوا هم صغاراً ، حتى الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين ” قد تعلم الكاراتيه لأنه لم يكن قادراً على الدفاع عن نفسه في العراك مع أقرانه بينما كان تلميذاً ، و لعلك تعرف الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة قد صاروا أبطالاً في ألعاب رياضية عديدة وهذه نقطة تجدها عند كل ذوي الاحتياجات الخاصة وهي خير مثال على فكرة ” التحويل ” فهم قد حولوا عجزهم إلى بطولات تشهد لهم بالكمال الجسمي .
قم بالجري لمدة خمس دقائق يومياً ، ثم زد المدة تدريجياً ، و سوف تلاحظ انخفاض وزنك و انخفاض توترك و أفكارك السلبية ، فالحركة لها سحر خاص في كل أشكالها ، ففي المشي تشعر بصفاء الذهن ، و في الركض تتخلص من الأفكار السلبية ، و بممارسة تمارين رياضية فيها ضغط عضلي تشعر بالثقة بالنفس و بالقدرة على الالتزام بما تفرضه على نفسك .
2- القصة تتكرر .. أنت تتعاطف .. أنت تتذكر .. فتكتئب مجدداً :-
بلا وعي منك ، تنجذب إلى سماع القصص المُشابهة لتجربتك التي أحبطتك و سببت لك الاكتئاب , و تتعاطف مع الطرف الضحية الذي يُمثلك ، فتتذكر تجربتك الخاصة ، فتأسى على نفسك ، فتعود من جديد إلى الاكتئاب من طريق مختلف .
لذلك كن حذراً و أبعد نفسك عن سماع مثل تلك القصص التي تشبه قصتك ، و لو سمعتها حاول أن تمنع نفسك من أن تتعاطف معها ، و تعامل مع الاكتئاب على أنه شيطان يُحاول أن يمسكك بينما أنت تحاول أن تفلت منه.
3- لا تكن وحيداً :-
وأنت بمفردك أنت محجوب من أن تشعر بالعديد من المشاعر التي تحتاجها مثل الألفة و الدفء و المودة و الرحمة و العطف ، فكل تلك الصفات التي خلق الله بها الكون و لازال الكون يتجدد بفضلها كل يوم .
الوحدة لا تعني سوى أن لديك أمراً تُريد إنجازه فقط ، لأن الوحدة تعني بذل الجهد في التركيز على الذات ، لكن التركيز على ذات حزينة لن يُجلب لها إلا مزيداً من الحزن ، و لو كنت قد خضت تجربة خاسرة و أنعزلت في غرفتك عن العالم المحيط بك ، فأعلم أن حياتك قد توقفت عند تلك التجربة ولن تُكتمل إلا حينما تخرج من وحدتك و تخوض المزيد من التجارب ، لكن ثق في شيء أنت لن تتعرض لتجربة مثل التي تعرضت لها من قبل لأنك قد تعلمت منها و قد نلت منها الخبرة .
و أخيراً فإن أهم شيء يُمكنك أن تفعله لكي تتخلص من أي شعور سلبي مهماً كان طفيفاً أو عميقاً هو أن تقترب من الله سبحانه وتعالى ، فهو مُقلّب القلوب القادر على أن يقلب قلبك من حال الحزن إلى الفرح والسرور .