ما هو الغضب
الغضب ..ويعني الانفعال ،يظهر في تعبيرات الوجه ولغة الجسد وتغير نبرة الصوت ..ولكن …لماذا نغضب؟ وهل للغضب مستويات؟ ما نعرفه بأنه من عادات الإنسان والتي يتصف بها الكثير ..ولكن البعض يستطيع السيطرة على نفسه وإيقافه ..وآخرون لا يهتمون بذلك بل ينفعلون ويسببون الضرر لغيرهم ..فما هي أضرار الغضب وكيف يتم التخلص منه.. هذا ما سنتعرف عليه..
أضرار الغضب على الفرد والمجتمع
يؤثر الغضب على صحة الإنسان بشكلٍ كبير ويحصل عندما لا يرضى الإنسان عن شيءٍ ما فيغضب بشأن ذلك ويكون الأمر بسيطاً أحياناً وكبيراً في أحيانٍ أخرى.. ولكن البعض مهما كان السبب حتى ولو بسيطاً ينفعلون بشكلٍ كبير ويغضبون بجنون لدرجة الصراخ بصوتٍ عالٍ ويصل البعض إلى درجة التحطيم والتكسير وأذية من حوله!
عندما يغضب الإنسان يحمر لونه وتزدادا كمية الدم التي يضخها القلب والذي قد يسبب تصلباً للشرايين ويفقدها مرونتها ،كما أنه يسبب ارتفاعاً في نسبة السكر في الدم وقد يسبب العمى المفاجئ بسبب ذلك ،كما أنه يرفع ضغط الدم ويؤثر على النفسية بشكلٍ سلبي!
يؤثر الإنسان بغضبه سلبياً على من حوله ،فإن غضب الوالد على أطفاله بجنون وصراخه بهم قد يسبب لهم عقدة نفسية ويضعف من شخصيتهم ،وإن كان من النوع الذي يضرب عندما يغضب فستكون العواقب وخيمة وسيئة جداً لا يمكن تخيلها ..حيث بأن الكثير من الأطفال ذو الشخصية الصعبة والعنيفة تنشأ بسبب تأثرهم من عنف الوالدين ،ولذلك يجب الانتباه على هذه النقطة وتمالك النفس.
من يغضب بجنون لا يحبه الناس ولا يحبون النقاش والحوار معه بسبب انفعاله وسوف تسوء سمعته عند الناس ويبتعدون عنه حتى أقرب الناس ستنفر منه ولن ترضى عن تصرفاته.
ما هي أسباب الغضب؟
للغضب أسبابٌ كثيرة قد يكون الإرهاق هو أحدها ،كما أن الجوع والضغط النفسي يسببان الغضب ،والأمراض والألم تسبب الغضب كذلك والاكتئاب والاضطراب النفسي.
إذاً فبعض الأمور يمكن السيطرة عليها لتجنب الغضب ..التغذية المناسبة ،النوم بشكلٍ كافٍ ،وتنظيم الوقت حتى لا يشعر بالإرهاق والتوتر ،التوكل على الله وتسليم كل الأمور له وبذلك مهما حصل سيشعر الإنسان بالرضا ولن يغضب من أبسط الأشياء.
كيف نستطيع التخلص من الغضب؟!
كان الرسول الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ينهى عن الغضب وقد قال: (إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) رواه أبو داود وحسنه بعض العلماء
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود
كما أن ذكر الله واستغفاره يهدئ من النفس وسيعطيها الراحة وقراءة القرآن تهدي إلى الطريق الصحيح وتريح النفس وبذلك سيتحلى المسلم بالصفات الجيدة ويحاول تمالك نفسه عند الغضب.
ويمكن أيضاً أن يفكر الإنسان بإيجابية فإن كان غاضباً من قلة معيشته فليحمد الله ولينظر إلى النعم الأخرى الكثيرة التي أعطاها وليتأمل بأن الله هو الرزاق وسيرزقه أكثر في المستقبل.
وإن كان غاضباً من أحدهم فليعفو عنه وليصفح فهذا من صفات المسلمين وليكن أفضل منه ولا يقارن نفسه بغيره فهو مختلف ولا يهم ما يقول عنه الناس المهم رضا الله وإن عمل المسلم ما يرضي الله فسيعيش حياةً سعيدة بلا مشاكل ،ويمكن للإنسان أن يمارس هواياته التي يحبها وأن يخرج في نزهة ليبعد الغضب عنه وليتذكر دائماً بأن الغضب من الشيطان وعليه أن يتغلب عليه وإلا فسيندم بعد ذلك.