مما لا شك فيه أن الفارق الذي نجده في عالمنا اليوم من تغيرات وتطورات وإنجازات في كافة المجالات ونواحي الحياة هي ترجع إلى قرارات، تلك القرارات التي يتم استكمالها حتى النهاية ،لا يوجد تراجع ولا استسلام حيث أن الفارق اليوم بين الدول المتقدمة والدول النامية ليس الأمر يتعلق بالنواحي الاقتصادية أو السياسية أنما يتعلق الأمر بالقرارات التي تأخذها تلك الدول و بلا شك نجدها تنعكس على تلك الدول وأوضاعها سواء الدولية وحتى الأوضاع الداخلية لتلك الدول أذا الفارق في حياتنا اليوم هو القرار وبالتالي يمكنني أن أقول أن القرار فن.
- كلمة القرار هي مشتقة من كلمة ديكتاتوري وهى تعني قاطع بمجرد أن يأخذ الإنسان القرار يلتزم به حتى النهاية ،وهذا الأمر بالنظر إلي الدول النامية التي تأخذ الكثير من القرارات كتحسين البيئة ،زيادة الدخل القومي، رفع مستوي المعيشة والقضاء علي الفقر ولكن كل تلك القرارات ما تلبث إلى أن تتحول لمجرد كلام علي الورق، وإذا نظرنا إلي الواقع نجد معدلات الفقر والبطالة مرتفعة وانتشار العشوائيات وعائلات تعاني من ارتفاع أسعار المعيشة وبالنظر لتلك القرارات نجدها قرارات واهية لا معني لها وتتميز بالضعف والهوان ولا تلبث كثيراً إلى أن يتم التراجع عنها.
- والمعوقات التي تحول إلي تراجع كثير من الدول النامية عن قراراتها يرجع إلي كثير من العوامل ولكن أهمها تتمثل في عدم الدراسة الشاملة لأبعاد هذا القرار من جميع الزوايا السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، عدم وجود خطة زمنية محددة وإن وجدت لا يتم تقيمها وينتهي الأمر بعدم تنفيذ الخطة وإذا رغبت تلك الدول في القضاء على معدلات الفقر لديها لا تعتمد علي مواردها الذاتية في القضاء بل تلجأ إلي الصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي لمساعدتها أو تمويلها.
ومن المعروف أن قرارات تلك المؤسسات الدولية في شروط تمويلها لا تتناسب مع تلك الدول في معظمها مما يجعل الأمر في النهاية أن تتزايد النسب الفقر لا تقل وهذا الأمر ينطبق بالمثل ليس على موضوع الفقر فقط بل من ممكن أن نقيس بذلك على الكثير من السياسات التي لم تنجح تلك الدول في تنفيذها.
- الوسائل التي يمكن أن تجعل قرارات الدول النامية فعالة تتمثل في أن يتم النظر إلى القرار من جميع الزوايا الممكنة وتأثير ذلك الموضوع علي كافة الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية، أن توجد خطة زمنية قابلة لتقيم لتأكد إلى أي مدى يتم تنفيذ تلك الخطة ولابد فوق كل شيء وجود زمن محدد ليعطى دافع أكثر علي الإنجاز، أخذ التغيرات العالمية والدولية في الاعتبار لأنها بلا شك تنعكس على تلك الدول وإذا كان من ضمن سياسات تلك الدول التعامل مع المؤسسات الدولية كالبنك الدولي أو صندوق لابد أن تختار من الشروط الأكثر ملائمةً لها حتى لا يؤدى الأمر في النهاية إلى الأضرار بسياساتها وأوضاعها الداخلية
و في النهاية يمكن القول أن القرار فن و أسلوب حياة و لابد أن يكون القرار قوياً يتم الالتزام به حتى النهاية وهذا ما نرجوها في الدول النامية ووجود خطة زمنية يتم تقيمها وأن يتم أخذ جميع الجوانب التي يمكن أن يكون ذلك القرار سبباً في التأثير عليها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .