يشير مصطلح مجتمع المعرفة إلي تجمع العديد من الأفراد أو بعض الأشخاص في فريق موحد يجمع بينهم في الاهتمامات المشتركة الخاصة بهم مما يدفعهم نحو استغلال ذلك التقارب في الأهداف بتجميع المعلومات والمعرفة التي أكتسبها كلآ منهم في هذا المجال حتى يستطيع كل الفريق القيام باستغلال تلك المعلومات والاستفادة منها في كافة المجالات المشتركة فيما بينهم حيث أنه تم إطلاق مصطلح مجتمع المعرفة على ذلك المجال لما يقوم بإضافته إلي القائمين عليه أو المشاركين فيه بزيادة المعلومات واستغلال معرفة كلآ منهم في مساعدة الآخر وتنويره فالمعرفة ما هي إلا ناتج العقل والفكر والعمليات الإدراكية التي يمر بها الشخص بشكل يومي مما يدفعه نحو التفكير والرغبة في التعلم الدائم حيث أنه يتم استخدام مصطلح مجتمع المعرفة فيما بين السياسيين وصناع القرار لما لكل منهم من قدرة في التعرف على آراء الآخر وقراءتها بل واستغلالها، وقامت منظمة اليونسكو أو قسم الثقافة التابع للأمم المتحدة منذ عدة سنوات بتدشين مؤتمر من أجل توضيح الفارق فيما بين مجتمع المعلومات وما بين مجتمع المعرفة حيث أشارت إلي أن العالم أتجه في الوقت الحالي من الأول إلي الثاني فمجتمع المعرفة لا يمكن اختزاله وإدخاله في مجتمع المعلومات لما فيه من كم هائل من القدرات الخاصة للمشاركين به والاهتمامات المتعددة والمتشابهة في بعض الأحيان لدى كلآ منهم وبشكل بسيط وسهل حيث يعد مجتمع المعرفة ما هو إلا ناتج للتطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات القليلة الماضية.
الخصائص المميزة لمجتمع المعرفة
لكل مجتمع ومجال بعض السمات الرئيسية التي تميزه عن غيره من المجالات المختلفة أو حتى المتشابهة معه في بعض الجوانب حيث أن مجتمع المعرفة كغيره من المجالات له العديد من الأقسام والمكونات التي تجعل له طابع مميز عن غيره وأولها ضرورة تشعب وتشابك ذلك المجتمع مع غيره من الأنظمة والأعمال والأنشطة حيث أن المعرفة والحصول على المعلومات أصبح لها دور رئيسي في كافة المجالات على رأسها المجال الاقتصادي أو القسم الثقافي أو العديد من النشاطات المختلفة فينبغي من أجل الوصول إلي ناتج وعائد اقتصادي مميز أن تقوم كافة الإحصائيات التي يتم إجراءها على تقارير ومعلومات وبيانات دقيقة يتم الحصول عليها بعناية وبدون أي طرق عشوائية وتكون تلك المعلومات متعلقة بكافة بنود ومتعلقات النشاط الاقتصادي مثل المنتجات والمواد المصنعة والمواد الخام التي يتم إدخالها في عملية التصنيع والمعلومات الشاملة حول العملية التجارية ونسب الاستيراد والتصدير في كل الدول المتعلقة بالعملية التجارية ومدى استهلاك كلآ منها والتقارير التي يتم تفصيلها حول أكثر المنتجات المطلوبة في تلك الدول ومدى وجود ضغط وطلب عليها من أجل زيادة شق العرض فيها ورفع كميات السلع التي يتم تصديرها إلي تلك الدولة.
عملت مجتمعات المعرفة على تسهيل تبادل المعلومات والبيانات بعد التطور التكنولوجي الذي شهدنا فأصبح بمقدور كل فرد أن يقوم بإرسال واستقبال المعلومات بينه وبين العديد من الأشخاص ولتناقش فيما حولها بل وخلق مجموعات تعليمية وثقافية بدون اشتراط أن يكون كلآ منهم ينتمي إلي ذات الدولة أو الإقليم الجغرافي والمكان.
أم في مجال تسجيل البيانات وحفظها فكان للتطور التكنولوجي أيضا اليد العليا في تدعيم مجتمع المعرفة حيث أصبح من السهل القيام بتخزين كميات هائلة من البيانات والمعلومات على قواعد البيانات واستعادتها في الوقت الذي يحتاجه الفرد بل وإجراء إحصائيات وتقارير حول تلك المعلومات والاستفادة منها.