مرض الجذام من أشهر الأمراض التي فتكت بالأمم عبر العصور وكثيرا ما سمعنا وقرأنا أخباراً وأحاديث حوله وأن الشخص المجذوم لا يقوم أحد بزيارته أو الدخول إلى بيته بل قديماً كان أيضا الناس يعلمون بيوت المجذومين ليعرفونها ويفروا من أهلها والاحتكاك بهم لأنه كان يودي بحياة الشخص المصاب نهائياً.
يحدث مرض الجذام بسبب البكتيريا المسماة المتفطرات وهي جذامية أي أنها عبارة عن بكتريا لا يوجد بها جدار خلوي يحمي النواة وهو عبارة عن ورم على شكل حبيبات بصورة مزمنة ينتشر في الأعصاب الخاصة بالأطراف والجلد وكل الأنسجة السطحية بشكل الخاص التي تبطن الأنف داخلياً.
لا يحدث نمو لهذه البكتيريا في الوسط الصناعي أو في الأنسجة لكن يمكن نموها في حيوانات المختبر أي تحتاج لكائن حي لكي يمكن التجربة وإنماءها فيه مثال ذلك الفئران والارماديلا ويستغرق نموها في هذه الحيوانات فترة تتراوح بين 12 يوم أو أسبوعين لكن تطور المرض إلى الصورة الحية يكون بطيئاً جداً قد يستمر لعدة أعوام حتى يصبح فتاكاً، كما أن شكل المريض يكون بشعاً ومخيفاً.
تشخيص المرض يكون عن طريق المختبرات حيث تحضر عينة من الشخص المشكوك في أنه مصاب ويتم زراعتها في الحيوانات ودراسة البكتيريا التي تتواجد فيها، ثم يتم أخذ عينة من البطانة الداخلية للأنف ومن داخل الأذن حيث يمكن ملاحظة وجود أعداد هائلة من المتفطرات الجذامية أو البكتيريا التي سبق ذكرها وما يميز هذه البكتيريا عن غيرها تمتعها بميزة البكتيريا سريعة الحمض، كما أن تشخيص ذلك النوع الدرني منها بشكل أسرع عن غيره بعد أخذ عينة من جميع أجزاء الجلد.
إن من الوسائل التي تستخدم في تشخيص مدى وجود مادة البروستاجلاندين ل1 لتحديد نسبة وجودها التي تكون فاصلة وإثبات في بعض الحالات بعينها.
مدى تفشي المرض:
على ذكر مدى انتشار المرض في بقاع العالم المختلفة فإن هذا المرض لم يعد موجود كسابق عهد خاصة في شمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا لكن للأسف فهو يصيب نحو 10 مليون شخص في بقاع آسيا وباقي أجزاء أفريقيا وأيضا أمريكا اللاتينية، لذا فإن الذين يهاجرون من دول آسيا وأفريقيا إذا كانوا مصابين بالفعل بهذا المرض يزيد من احتمال نقلهم العدوى لباقي البلدان مما قد يؤدي إلى تفشي المرض فيها فهو مرض بالغ العدوى بكل سهولة ومع أقل تواصل مع المريض.
عدوى مرض الجذام:
لم يصل العلماء بعد إلى تحديد طرق العدوى بعينها لكن الأبحاث والتقارير تشير إلى أن المرض ينتقل عن طريق الزكام وانتشار رذاذ الشخص المصاب أو العطس مما يخرج بعد الإفرازات من الأنف المخاطية التكوين من أنف الشخص المصاب بالجذام الورمي، ومن الأساليب الواردة أن يدخل الفيروس إلى جسد بسبب الجروح الصغيرة الموجودة في جلد الشخص لأنها تعتبر ممراً إلى دم أو عن طريق الوشم وأي وسائل حفر على الجلد وينتشر أيضا ويكون معدياً عن طريق الحشرات.
يمكن أن تحدث العدوى أيضا بشكل بالغ عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المريض.
أنواع مرض الجذام:
مدة فترة الحضانة لمرض الجذام تتراوح بين عامين إلى 7 أعوام يظل فيها الشخص المعدي لا يظهر عليه علامات قاطعة بوجود المرض متخفياً، ويمكن تقسيم المرض إلى فئتين جذام درني والآخر جذام ورمي كلا النوعين يحدث فيهما طفح جلدي، لكن يجب أن تعرف أن الجذام الورمي أشد وأختر من النوع الآخر لأنه يسبب ثخن الجلد مع تحطيم العظام وتشوهات خلقية خاصة في الوجه ويؤثر على جسد الشخص المصاب بصورة بالغة وصعبة.
مضاعفات الجذام الورمي تنال من كل جسم الشخص المصاب حيث أنها تدمر جهازه العصبي وعظام جسده، وتحدث تلف في العين والتهابات حادة في الخصيتين بشكل بالغ.
يتم تشخيص المرض عبر أخذ عينة من جلد الشخص المصاب ومعرفة إن كان مصاباً بالفعل للبدء في إعطاءه الريفامبيسين.