بذل العلماء القدامى والمحدثون جهدا كبيرا في توثيق هذه الأشعار, وقد تباينت هذه المصادر في روايتها للشعر الجاهلي تبعا للمنهج الذي سار عليه مؤلفها.
وكان السبب في جمع هذا الشعر وتدوينه هو:
الحفاظ على هذا التراث الزاخر.
تمكين الباحثين المعاصرين, من مادة شعرية, موثقة على يد رواة أمناء صادقين وقفوا جهدهم على التحري والتثبيت, ولم يخف عليهم وجود الشعر المنحول الموضوع, ليكشفوا جانبا منه.
1-الدواوين المنفردة:
تكمن أهميتها في أنها تفيدنا في دراسة شاعر بعينه ولإلمام بجميع تفاصيل شعره و الخصائص المميزة له.
2-دواوين القبائل:
تتضمن أشعار قبيلة معيبة, بما فيها من قصائد كاملة, أو مقتطعات قصيرة أو أبيات متفرقة, بشعراء تلك القبيلة, إلى جانب ذلك تتضمن الأخبار و القصص التي تتصل بالشاعر نفسه أو أفراد قبيلته مما يجعل هذه الدواوين سجلا لحوادث القبيلة, ووقائعها وأيامها ومفاخرها ومناقبها, كديوان: الهذليين لأبي سعيد السكري.
المعلقات:
يقول ياقوت الحموي:” و لم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة”.
ولعل اهم ما يقدح في خبر التعليق, هو:
-خلو مصادر القرن الرابع الأولى بعد الإسلام منه, وظهوره متأخرا في المصادر التالية.
-خلو أخبار فتح مكة من أخبار هذه القصائد, إذ لو وجدت على جدران الكعبة إبان فتح مكة لورد ذكرها.
-اختلاف رواة الشعر في ضبط أبيات تلك المعلقات, دليل في حد ذاته على عدم صحة التعليق, فلو علق لظلت في الصدور لا يختلف في أبياتها اثنان.
-إن بعض القصائد و بخاصة قصيدة امرئ القيس, كانت تشتمل على فاحش الكلام, مما لا يليق بالعرب ان يعلقوا هذه القصائد في مكان يقدسونه ويحجون غليه.
المفضليات:
صنعة المفضل بن محمد الضبي الراوية الثقة الكوفي المشهور, أقدم مختارات الشعر العربي التي وصلت إلينا, مما صنف في القرن الثاني الهجري, وسبب صنعتها: غاية تأديبية, تربوية تهذيبية, تثقيفية, تهذيب ولي العهد المنصور. وعدد قصائدها 130 قصيدة ولها مميزات عديدة…
الأصمعيات:
صنعة عبد الملك بن قريب الأصمعي, الراوية الثقة و العالم اللغوي البصري, ثان المختارات الشعرية, ولها نفس غاية المفضليات, بتوجيه من هارون الرشيد ليعلم ولده المأمون, ويؤديه. وتتضمن الأصمعيات 92 قصيدة بينها عدد من المقطعات, و القصائد جل شعراءها من الجاهليين القدماء, موزعة على 71 شاعرا.
جمهرة أشعار العرب:
صنعة أبي يزيد محمد بن الحطاب القرشي, راوية مغمور, لا يعرف عنه شيء و لا نجد له ترجمة في كتب الأدب.
تضم هذه المختارة, مجموعة كبيرة من قصائد فحول شعراء الجاهلية و الإسلام, تصل قصائدها إلى 49 قصيدة, وتتميز هذه المختارة بذكرها لأول من قال الشعر, و ذكر فيها أخبار النبي صلى الله عليه و سلم والشعر, و ذكر فيها شياطين الشعر, وأخبار و قصص بعض الشعراء, كما تحتوي على تناظر مصطنع في التقسيم, و تتوفر على عدد من القصائد المشهورة التي لا يعثر عليها في مصدر آخر.
كتب الحماسة:
حماسة أبي تمام والبحتري.
فإذا كانت الأولى اهتمت بالأغراض الشعرية من حيث التبويب و التقسيم, بمعنى أن حماسة ابن تمام في فنون الشعر, أما حماسة البحتري فهي كتاب في معاني الشعر.